فكل ثلاث دقائق يحل القصف، وسيارات الاسعاف اتخذت هدفاً للطيران الإسرائيلي. في الواقع لم تفارق الطائرات والهليكوبترات العسكرية الإسرائيلية سماء غزة منذ الساعة الثامنة، مساء يوم السبت لم أغمض عيني (تاريخ المقالة الاثنين) ساعات وساعات من المواجهة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وبالرغم من عدم توازن القوى فإن الجيش الإسرائيلي بدا أنه لم يتمكن من التوغل جيداً إلى داخل قطاع غزة.
كل ذلك يحدث قريباً من مكان سكني على بعد ثلاثة كيلو مترات من غزة وعن بيت حانون وجباليا، البارحة أصيب المنزل الذي أقطن فيه أنا واخواني ثلاثة، الحمد لله لم يحدث ضحايا فقط بيوت مخربة. كان الهدف الميتم القريب من سكني وهو مغلق منذ ثلاث سنوات أصبح دماراً، لكن القصف دمر خمسة منازل وخرب جزئياً 12 منزلاً آخر، دون وقوع ضحايا لأن سكان هذه المنازل كانوا قد غادروا، حتى الجامع تعرض للقصف، وكما ترون لا أحد هنا بمنأى عن الخطر، الأطفال تعرضوا للصدمات النفسية.
وقد بدأ ينقصنا كل شيء، لم يعد لدينا كهرباء منذ يومين دون ماء منذ 48 ساعة كما ينقصنا الوقود ووقود تشغيل المولدات.
فقط ثلاثة أفران وثلاثة محال لا تزال تعمل هذا الصباح، والانتظار لشراء ثلاث أو أربع خبزات استمر خمس ساعات وتدمير إسرائيل للنفق الذي يصلنا بمصر أوقف عنا التمويل بالوقود والمواد الغذائية. في وضعنا حيث إننا محاصرون يمنع علينا مغادرة الأراضي فنحن مقطوعون عن كل شيء، مواقف التضامن ضد صمت المجتمع الدولي ما لم نقل تواطؤ الكثير من الدول من ضمنها أنظمة عربية نفعتنا كثيراً وبثّت فينا الشجاعة، بالنسبة للفلسطينيين هذا يعني أننا غير منسيين وأن القضية الفلسطينية هي مجدداً قلب الحدث وأنه لا يزال أناس في العالم يريدون منع حدوث الأسوأ.
وأكثر من ذلك فإن الجرائم الإسرائيلية تحدث في غياب الصحافة الأجنبية ودون وجود شهود موثوقين لما سيحدث ومهما يكن من أمر استطيع أن أشهد أن الشعب واثق من نفسه، نحن نخاف فقط على الأطفال لأنهم هدف لآلة الدمار الإسرائيلية.