تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


همجية لاتضاهى!!

ايمانيتيه
ترجمة
الأثنين 19-1-2009م
ترجمة: سهيلة حمامة

صورة مريعة لمئات الفلسطينيين الذين يحاولون يائسين اجتياز معبر رفح والدخول إلى مصر في اليوم الثاني من القصف الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة، فكان إطلاق النار عليهم من الشرطة المصرية بالمرصاد.

وفي الواقع يشكل معبر رفح المخرج الوحيد لفلسطينيي غزة نحو الخارج. ويشعر مليونا ونصف مليون غزاوي يسكنون على أرض لاتتعدى مساحتها 360 كم2 بالاحتجاز والاختناق عدا عن النتائج الاجتماعية والاقتصادية المدمرة نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض قبل حزيران 2007 بحجة أن غزة تمثل «موطن الأعداء» وبرعاية حركة حماس!!‏

منظمات غير حكومية متعددة تأثرت بما شاهدته من تردي الأوضاع الإنسانية في غزة إذ استطاع الهجوم العسكري الإسرائيلي أن يدمر البنى التحتية الأساسية كاملة بما فيها تلك المستخدمة لعلاج المياه القذرة وإعادة استخدامها. ويؤكد جيمي هوبسن العضو في منظمة أوكسفام الدولية أن النتائج كارثية بالنسبة للمدنيين.‏

إن فكرة حصار غزة قد تبلورت ونضجت في مخيلة أرئيل شارون والآن يتم تنفيذها. يقول مستشار شارون «رغم أن حماس تطلق صواريخ تقليدية، إلا أننا سنرد لها الصاع صاعين ونحن لانريد أن يموت الفلسطينيون جوعاً، ولكن نريد لهم أن يصوموا!» منذ ذلك الحين بات الوضع في غزة لايطاق على كافة المستويات حيث تفاقم الفقر والبؤس، وبحسب منظمة أوكسفام غير الحكومية فإن حركة الاستيراد والتصدير قد تعطلت تماما بسبب إغلاق كافة المعابر كما أصاب القحط كل القطاعات الحيوية في غزة بدءا من نقص في مادة الطحين والمنتجات ذات الاستهلاك الواحد إلى إقفال الأفران ومحلات بيع المواد الغذائية ونضوب الوقود ومنتجات ضرورية أخرى للاقتصاد المحلي وليس انتهاء بانقطاع التيار الكهربائي شبه الدائم، كما أن المجال الزراعي أصابه هو الآخر التدهور لترتفع نسبة البطالة بعد الحصار بشكل كبير إذ تضرر أكثر من 60٪ من الغزاويين.‏

لايستطيع الغزاويون الحصول حتى على المياه الصالحة للشرب أو الأدوية أو المعالجة بشكل صحيح في المشافي ومراكز الرعاية الصحية التي لاتتوفر فيها الأجهزة الطبية اللازمة. وأكثر من ذلك فإن العائلات الفلسطينية باتت وبسبب الفقر لاتستطيع أن تتناول سوى وجبة واحدة فقيرة طيلة النهار. عدا عن النتائج الكارثية على المستوى النفسي حيث انتشرت حالات الاكتئاب والاضطراب النفسي كالوباء، كل ذلك يضاف إلى الهمجية الإسرائيلية في هدم وحصار غزة.‏

12/1/2009‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية