فالحروب و الويلات التي شهدتها المنطقة العربية على امتداد المراحل السابقة وحتى يومنا هذا تشهد على أن أولى ضحايا الحروب والنزاعات والعنف الممارس دائماً ما تكون وقوده النساء والأطفال و هذه الشريحة الفاعلة بامتياز هي المستهدفة والمستنزفة اليوم في غزة الجريحة حيث آلة الحرب العبثية الاسرائيلية تتقن بأساليبها القذرة فنون القتل و الدمار و الترويع بالآمنين.. فيما تضحك قسمات وجوههم المقززة حقداً وسماً حين يعلو صراخ الأمهات و هن يودعن الشهداء بمختلف أعمارهم وعيونهم شاخصة إلى موت الضمير العالمي.
وما تشهده غزة اليوم تعيشه بذات الوقت المرأة العربية السورية في الجولان المحتل هذه الصورة نقلتها المهندسة هدى مليحي عضو مجلس الشعب رئيسة لجنة المرأة العاملة و الطفل في سورية و عضو مكتب تنفيذي في اتحاد نقابات العمال إلى استراليا حيث عقدت اجتماعات اللجنة التنفيذية للمرأة العاملة في الاتحاد العالمي لنقابات البناء و التنفيذ مؤخراً.
وقدمت مليحي للمشاركين في هذا النشاط صورة و اضحة عن معاناة المرأة العربية السورية جراء الاحتلال الاسرائيلي للجولان السوري حيث الممارسات الظالمة على السكان و الشباب و العمال والأطفال الذين يذهبون ضحية الألغام المزروعة عشوائياً، كما لم تغفل أيضا واقع المرأة الفلسطينية جراء ممارسات الكيان الاسرائيلي والمرأة العراقية التي ترزح تحت وطأة الاحتلال الأمريكي مؤكدة على ضرورة التفريق بين المقاومة ضد المحتل و بين الإرهاب.
ومما أكدت عليه في الاجتماع النقابي العالمي بينت السيدة مليحي في حديث للثورة أن المرأة العربية السورية تحظى برعاية و اهتمام أكثر من المرأة الأوروبية و الأمريكية والافريقية و الآسيوية، فهي تحظى بمكانة واهتمام بارزين من قبل القيادة السورية والتي أكدّ عليها الدستور السوري الذي لا يميز بين الرجل و المرأة في الحقوق والواجبات .. بل على العكس هناك أحكام خاصة بالمرأة تحميها صحياً وكونها أماً و لها إجازة أمومة عند الوضع مناسبة.
و أضافت السيدة مليحي بأن صورة المرأة العربية والسورية خاصة مشوهة لدى الغرب نتيجة الإعلام الغربي الذي تسيطر عليه الصهيونية العالمية و تنشره في العالم.
توصيات
وحول النتائج التي خرج بها هذا اللقاء أشارت عضو مجلس الشعب إلى جملة من التوصيات أهمها حث الحكومات على تصديق اتفاقيات العمل الدولية و تعديل تشريعاتها بما يتوافق معها و ضرورة ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل و توفير مستلزمات الصحة والسلامة المهنية و حماية الطفولة و الأمومة.
إضافة إلى تمكين المرأة العاملة من تطوير معارفها الاقتصادية والسياسية و المشاركة في الملتقيات والمؤتمرات الدولية و الوصول إلى كافة مستويات الهرم التنظيمي للمنظمات النقابية، والأمر الآن يتعلق بدراسة تأثير المتغيرات الدولية على قضايا تشغيل النساء واحتياجات سوق العمل و معرفة الصعوبات والتحديات التي تواجهها المرأة العاملة في العالم و التي تحد من اندماجها في الحياة العامة و النقابية ووضع المتقرحات و السبل لتذليلها.
شرعية المقاومة
وذكرت السيدة مليحي ما تضمنه البيان الختامي من بنود مهمة تشدد على العمل المشترك لإنهاء عوامل النزاعات والحروب و شجب ممارسات العنف والتأكيد على شرعية المقاومة الوطنية ضد الاحتلال، كما طالبت المشاركات بعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو شن الحروب ضد الدول أو قتل المدنيين و الوقوف ضد كل أشكال العقوبات والحصارات الاقتصادية على العمال و الشعوب كي لا تزداد المعاناة وتتأزم العلاقات بين الدول و الأمم.
وحث البيان على أهمية دعم النضال الفلسطيني و ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية و انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية من العراق ومرتفعات الجولان و جنوب لبنان والمناطق الأخرى، وعبرت المشاركات عن دعمهن للعمال العرب السوريين في مرتفعات الجولان وفلسطين المحتلة و العراق، و أدت جميع الممارسات اللاخلاقية بحق هؤلاء القائمة على قتل المدنيين و إغلاق المعابر و بناء المستوطنات و تهويد القدس
وأخيراً ذكرت السيدة مليحي أهمية اللقاء الذي تم مع السيدة جويلا كلير رئيسة حزب العمال في استراليا بحضور السفير السوري السيد تمام سليمان حيث دار الحديث عن سورية و المكانة التي توصلت إليها في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد و عن الانجازات الاقتصادية و الاجتماعية إضافة إلى الصعوبات
التي تعيشها سورية نتيجة مواقفها الوطنية والقومية واحتلال جزء من أراضيها وسرقة مياهها، وقد أشادت السيدة كلير بالدور الكبير الذي تقوم به سورية في المنطقة و دعمها المستمر للشعوب الضعيفة وطالبت النساء العاملات في العالم بمزيد من العمل والاجتهاد والمثابرة لتحقيق مساواة حقيقية مع الرجل غير منقوصة.