لأن الفضاء صغير عليّ
هبطت
لأني كما خبرّ السّامرون
تضيق الورود بعطري
ذبلت
لأن البلاد تضنّ عليّ بخبر الصغار
وقد جرجرتني بدرب الضياع
وقد روّعتني بذلٍ السؤال
بكيت
انفجرت
كفرت
بكلّ السلاطين
كلّ العروش
وكلّ القوانين
رميت الأماني ببئر السراب
دفنت الشموع بجوف الظلام
وفصلاً من الزهر
فصلاً من الحب
ماء المنافي.. رويت
فخبّر وصاة الزمان
وخبر ملوك البنوك..
«بأنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها»
وأن نهور البلاد وليست تصاريف طقسٍ وربحٍٍٍ
تجفّ.. تموت
وأن الجياع
وأن الحفاة الثكالى العراة بشعبي
تزيد.. تزيد.. تزيد
وأن الفساد جراد بأرضي
يعيث خراباً.. يبيد
وأن جيوش البلاد العديدة
حُماة عروش عتية..
عتيدة
فخبر ملوك الطوائف
أن جهنم تغلي بأحداقنا
وأن رؤوساً
وأن عروشاً
وأن قصوراً
وأن حدوداً
ستمسي لدينا.. وقوداً
لأن الجميلة تبكي دماءً
بسجن اللئام
حديد القيود تآكل في معصميها
تآكل في معصميها الحديد
لأن الدروب
لأن القلوب إليك تحج
وفي راحتيك.. تصلي الورود
يقوم الشهيد.. الشهيد
لأنك شمس
وعشقك طهر كوضح الرّصاص
وكلّ هوى دون لحظك رجسٌ
رياءٌ
وعود
لأن الكلام بشرع الطّغاة حرامٌ علينا
حرام بشرع الشّعوب السّكوت
أنا لا أبالي
أنا لا أبالي فإمّا أموت
وإما أموت..