تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قبل حربك الثالثة ضد إحدى الأمم الإسلامية.. بوش.. عليك أن تدرك حجم الكارثة!

جون افريك
دراسات
الجمعة 23/3/2007
ترجمة : دلال ابراهيم

قبل أن تنطلق الولايات المتحدة في حربها الثالثة ضد إحدى الأمم الاسلامية,

عليها أن تضع نصب عينيها وتتذكر أنه ولقرن خلا, لم تحرز أي دولة اعتدت على دولة أخرى نصراً. بالاضافة إلى أنه وخلال الخمسين عاماً الماضية لم تهزم أي مقاومة وطنية هبت تناضل ضد احتلال أجنبي لبلادها في معركتها, وهذا درس تعلمته شخصياً حينما عملت في الباكستان في بداياتي عام 1986 بصفة منسق للمساعدات التي كانت تقدمها وكالة الاستخبارات الأميركية إلى (لمجاهدين الأفغان) ضد القوات السوفييتية .وتشهد على تلك الحقيقة الحروب التي خاضتها القوتان العدوتان في فترة الحرب الباردة بشكل غير مباشر سواء في كوريا أو في فيتنام أو في أفغانستان.‏

حينما هاجمت كوريا الشمالية شقيقتها الجنوبية في تموز من عام 1950 دخلت الولايات المتحدة في الحرب ,ومنذ البداية قدمت الصين مساعداتها للشماليين وقدم الاتحاد السوفييتي النصح لهم. ولكن منذ البداية أدرك الفاعلون الخارجيون لتلك الحرب, وهم الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين أن عليهم تجنب أي مواجهة مباشرة مع بعضهم,وعندما قرر الساعد الأيمن العسكري للرئيس الأميركي هاري ترومان في كوريا, وهو الجنرال دوغلاس ماكارثر ضرب عرض الحائط ( بالقواعد) الجديدة , وشن هجمات جوية ضد الصين رفض ترومان طلبه, خشية منه أن يدفع هذا العمل الاتحاد السوفييتي إلى دخول الحرب. وعندما انتقد الجنرال ماكارثر قرار رئيسه بشكل علني أقاله الرئيس ترومان من مهامه وفقدت الولايات المتحدة أكثر من 40 ألف شخص في كوريا في حرب خاضتها بالنيابة ضد الاتحاد السوفييتي والصين.‏

والقواعد نفسها كان معمولاً بها في حروب خاضتها القوى العظمى في جنوب شرق آسيا, حيث سلاسل التزود لفيتنام الشمالية والفيتكونغ كانت تخرج من الصين والاتحاد السوفييتي. ورغم المسؤولية التي تتحملها الدولتان في هزيمة الولايات المتحدة في تلك الحرب إلا أن واشنطن لم تنظر البتة في الانتقام, وخسرت واشنطن حوالي 58 ألف أميركي في فيتنام في حرب خاضتها بالنيابة المستمرة ضد الاتحاد السوفييني والصين .‏

ومع دخول القوات السوفييتية أفغانستان في شهر كانون الأول من عام 1979 انقلبت الأدوار. إذ أعطى الرئيس جيمي كارتر أوامره إلى جهاز السي أي-إيه بمد يد المساعدة إلى المقاومة الأفغانية, وحتى حينها لم تكن تملك أكثر من بنادق Enfield لمقاومة القوات السوفييتية وشكلت السي ,أي.إيه تحالفاً مع بريطانيا والسعودية ومصر والصين- وكان الصينيون حينذاك مؤيدين لتقديم السلاح ضد السوفييتي بدلاً من الأميركيين وكل طلقة كانت تطلق, وقنبلة آلية تنفجر وصاروخ مضاد للطيران ينطلق ضد القوات السوفييتية يمر عبر السي .اي.ايه ولكن موسكو لم تكن تنظر ,بشكل جدي, رغم التهديدات الكلامية التي كانت تصدر عن عناصر الكي.جي.بي, الذين التقيتهم في أفغانستان, بالانتقام من الدعم الأجنبي للمقاومة الأفغانية ,وفي عام 1989 تخلى السوفييت عن أفغانستان,وانسحبوا منها بعد أن قدموا 15 ألف ضحية وانهارت امبراطوريتهم بعد هذا التاريخ بعامين.‏

ونتج عن قواعد الحرب بالنيابة المعمول بها خلال تلك الصراعات درس آخر. وربما هذا الدرس يعتبر أساسياً في سياق المواجهة المستفحلة بين الولايات المتحدة وايران حالياً, وهو : إن كان لابد من الحرب فمن المفضل أن يفتح العدو نيرانها.‏

ويمكن لإدارة الرئيس بوش أن ترفض اجراء مفاوضات مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, بسبب تصريحاته المتعلقة بتطلعات بلاده النووية, وكذلك بسبب النفوذ الإيراني في منطقة (الشرق الأوسط), ولكن على واشنطن أن تتذكر أن الأمة الايرانية الحديثة لها جذور عميقة ضاربة في أرض الحضارة العريقة. وأن كل إيراني يعتز بحضارته ويرى أن بلاده وريثة هذا المجد. وقبل أن تغزو روما العالم الغربي, وتقيم حضارتها,كانت الامبراطورية الفارسية تمتد من جبال القوقاز إلى نهر الهندوس, مشكلة قوساً ثقافياً وسياسياً, امتد ليشمل أفغانستان وجزءاً من منطقة الشرق الأوسط.‏

إنه ضرب من الوهم الاعتقاد أن ايران ستكتفي بموقف المتفرج من غزو أجنبي لدولة مجاورة لها. وهذا ليس بالبعيد عن ( مذهب موتروي) الغالي على الولايات المتحدة حيث أعلنت بشكل أحادي إلى كل العالم( في عام 1823) أن أي تدخل خارجي في شؤون المحيط الأميركي لا يمكن التساهل معه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية