|
إسرائيل.. تاريخ من الإجرام دراسات ذلك التاريخ الذي تنبعث منه رائحة الإجرام والحقد على الإنسان في كل زمان ومكان ?!. لماذا خيل لها أن ملف إجرامها استطاع أن يتسلل إلى رف النسيان في غفلة من عين الضمير الإنساني, وأصبح هذا الملف قادراً على البقاء على ذلك الرف إلى أجل غير مسمى مسربلاً بحجاب غليظ من التخفي والقدرة السريعة على التنكر إذا ما خاف افتضاح أمره?!. من الذي ألقى في روعها أو أوحى إليها أن العرب قادرون على نسيان ماضيها الملوث بدماء الضحايا من أبناء الأمة العربية ولأن إسرائىل قد فقدت رشدها فهي كالتي تغزل غزلها ثم تنقضه أنكاثا وهذا ما فعلته تماما عندما قام التلفزيون الإسرائيلي بعرض شريط وثائقي يتحدث عن قيام المجرم العتيد( بنيامين بن أليعازر) بإعدام 250 جندياً مصرياً بدم بارد في منطقة العريش بعد توقف المعارك خلال عدوان إسرائيل على الأمة العربية عام .1967المجرم العتيد الذي يشغل حالياً منصب وزير البنى التحتية في الكيان الصهيوني لم يكن مأخوذاً أخذ الذين كفروا بهذه المفاجأة ذات العيار الثقيل فحسب بل كان على درجة عالية من القصور الفكري وهذه الدرجة هي التي جعلته يبادر إلى تدارك الخطأ بخطأ أكبر منه فلا يجد أمامه إلا الإعلان أن الجنود الذين أعدموا لم يكونوا جنوداً مصريين بل كانوا فدائيين فلسطينيين.وتسعف القريحة المتوقدة الوزير الذي يتفجر عبقرية فيجد التفسير الذي يقنع به نفسه بارتكاب الجريمة النكراء فلا يستحيي من القول إنه فعل ذلك لأن هؤلاء الفدائيين كانوا يشنون عمليات عسكرية على الجنود الإسرائيليين وكان للوحدة التي كانت خاضعة لإمرته النصيب الأكبر من تلك الهجمات!.إلى هذا الحد يستخف بالضمير الإنساني في محاولة بائسة منه للتنصل من تاريخه المدنس الذي يشكل في خاتمة المطاف جزءاً أساسياً من تاريخ كيانه القائم على اغتصاب حقوق الاخرين وتشريدهم وقتلهم إذا تطلب الأمر ذلك. وكأنه بذلك يريد أن يقول إن إسرائيل لا تلجأ إلى القتل إلا في حالة الدفاع المشروع عن النفس وليس العالم على تلك الدرجة المزرية من الجنون ليصدق هذا الادعاء القائم على قصر هزيل من رمال الكذب والافك والبهتان, لقد ضاق العالم ذرعاً بتلك الأغنية السخيفة وبات وقعها على أذنه يسبب له نوعاً من الشعور بالقرف بل الغثيان من فرط ما أرغم مكرهاً لا بطلاً على سماع تلك الأغنية ,أغنية ( الحمل الإسرائيلي) الوديع الراغب في العيش بسكينة وأمان لكن( الذئب العربي) المفترس لايريد أن يدع الحمل وشأنه,الأغنية القديمة الممجوجة التي عادت كما يبدو إلى الوتر الإسرائيلي الذي أدمن الزعاق بها حتى باتت أذن العالم تشعر بالضجر. هذا( الحمل ) هو الذي أدمن الولوغ في الدماء العربية ولا حاجة للعودة إلى الماضي البعيد أو القريب للبرهنة على هيامه بالدم العربي فالحاضر زاخر بتلك الصفحات السوداء التي تشير إلى انغماس هذا الكيان الحاقد في أنهار الدم العربي من رأسه حتى أخمص قدميه. فخلال حرب حزيران عام 2006 التي ذاقت فيها اسرائيل ذل الهزيمة على أيدي رجال المقاومة الوطنية الباسلة لم توفر إسرائيل صغيراً ولا كبيراً فآلة قتلها كانت تدور على رؤوس المدنيين الأبرياء الذين كانوا حصاداً لهذه الآلة المجرمة الحاقدة, ولأن إسرائيل كانت عاجزة عن النيل من رجال المقاومة اللبنانية فإنها لم تستطع التنفيس عن حقدها إلا بارتكاب المجازر و( قانا) الشهيدة مرتين شاهد على همجية وانحطاط خلق إسرائيل التي لا تعرف من الأخلاق إلا ما يشين ويدعو إلى الشعور بالخزي والعار. وها هي اليوم تقوم بنزهات يومية إلى مدينة البطولة والصمود( نابلس) في فلسطين المحتلة لتروع الآمنين وتقتل الأبرياء محاولة تعويض سمعة جيشها البائس الذي خسر كل شيء في لبنان, نزهات العدوان والقتل وتدمير البنية التحتية للشعب العربي الفلسطيني الصامد المتشبث بماضيه وحاضره ومستقبله, ثم تنتقل بعد ذلك إلى ( رام الله) في مسلسل العدوان الفاضح على الفلسطينيين الذين سيظلون أصلب عوداً من آلة الفتك الإسرائيلية.الفضيحة المدوية التي كان عرض الفيلم سبباً مباشراً لها فتحت ملفاً لم يكن التغاضي عنه بالأمر السهل هذا الملف يتعلق بالعلاقة التي تجمع بين أبناء الأمة العربية وإسرائيل التي حلمت وتظل غارقة في أحلامها الوردية واهمة أن مسألة ( تطبيع) العلاقات مع العرب لا تعدو كونها مسألة وقت, وهي على ثقة أن الزمن يسير لصالحها في هذه القضية. لقد أثبتت التجربة العملية أن الشعوب العربية ترفض رفضاً قاطعاً التعامل مع هذا الكيان البغيض الذي سيبقى عنصراً غريباً على الجسد العربي الذي سيظل يرفضه مقتنعاً أن التعايش الطبيعي معه أمر فوق طاقة هذا الجسد وفوق قدرة احتماله. كيف لهذه الشعوب أن تقبل بوجود عنصر لا يضمر لها إلا الشر ويكيد لها كيداً ?عنصر صب على الشعب العربي الفلسطيني شواظ القتل والتدمير كما فعل مع الشعب العربي اللبناني وكما تسول له نفسه الأمارة بالإجرام أن يفعل مع أبناء الأمة العربية كلهم!.عنصر يعلن قادته أن العنصر العربي( القاصر) فكرياً مقارنة مع العنصر اليهودي( المتفوق) يجب أن يكون عبداً في المزرعة الإسرائيلية التي سيديرها العقل اليهودي بأيدي العبيد العرب?!.لقد قشر الفيلم جراحاً فشل الزمن في تضميدها ظل العرب يعانون منها ,ونبه العرب إلى النيات الخبيثة التي تبيتها إسرائيل لهم, وحري بهم أن يعرفوا حقيقة الكيان الصهيوني الذي يدعي أنه يجنح للسلم في الوقت الذي لا يترك فيه فرصة إلا يستغلها ليزيد من قوته العسكرية وهي قوة موجهة لصدور العرب أولاً وأخيراً ,العرب الذين يجب ألا يغمض لهم جفن لأن عدوهم متربص بهم لا يريد الخير لهم , وعليهم أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهته برص الصفوف وتوحيد الكلمة فعلا عملوا على ذلك وهم القادرون على فعل هذا إذا ملكوا الإرادة الصادقة!.
|