والسؤال الذي يجب أن يطرح على جميع المعنيين في المحافظة والذين لهم علاقة بالشأن السياحي ماذا أعددتم لاستقبال موسم السياحة لهذا العام? وما خططكم لتنشيط الصناعة السياحية في هذه المحافظة? المؤهلة لأن تكون في مقدمة المناطق السياحية... بسبب الموقع المتوسط.. وبسبب وجود بنية سياحية معقولة- فنادق- مطاعم- متنزهات- مصائف, مواقع أثرية هامة? وكيف لنا أن نتحدث عن عملية تنشيط واستقطاب في موسم لا نريده مثل غيره من المواسم السابقة? التي لم تكن بمستوى الطموح.
ولعل استعراضاً سريعاً للخدمات السياحية القائمة يعطينا فكرة عما هو كائن وما يجب أن يكون.
فمدينة آفاميا الأثرية.. والتي تأتي بعد تدمر من حيث الأهمية الأثرية والتاريخية والسياحية لم تزل كما هي منذ أكثر من ربع قرن من حيث الخدمات المقتصرة على استراحة متواضعة أقامها فندق آفاميا الشام.. والطريق الموصل إليها من السقيلبية.. طريق ضيق باتجاه واحد.. ويمر عبر شارع وحيد طويل مزدحم.. والشرطة السياحية غائبة تماماً.. عن الموقع ما يتيح للأطفال والمتسكعين وتجار الآثار المزيفة بملاحقتهم و مضايقتهم.. مثلما يتيح للمتسولين بتتبعهم والاستجداء بصورة تسيء إلى الموقع وإلى السمعة التي يتمتع بها.
وطريق وادي العيون.. و المصيف المعروف بكثرة ينابيعه.. وتسلقه لأجمل جبال في المنطقة الواقعة إلى الغرب من حماة.. يعاني من الضيق الشديد.. ومن تسابق سيارات القلاب الناقلة لإحضارات البناء عليه. كما أن القرية الجميلة الوادعة لم تزل تعاني من عدم اكتمال بعض عناصر البنية التحتية كالصرف الصحي- وشق الطرق.. وتعبيد وتزفيت الشوارع.. واستكمال الإنارة..
أما المعلم الثالث من معالم السياحة الحموية .. والذي وصلت شهرته فيما مضى مختلف أنحاء القطر والأقطار المجاورة.. وأعني به وادي أبو قبيس.. فقد أضحى أثراً بعد عين.. بعد أن تسلط عليه مستثمروا المرابع الليلية.. وتجار الفن الهابط الرخيص.. حيث أغلقت معظم المقاصف والمتنزهات باستثناء اثنين أو ثلاثة من أصل أكثر من 25 مطعماً ومقصفاً.. نهاراً. لتفتح أبوابها ليلاً لهواة (الشابوش) والهشك بشك و(فنانات) آخر الليل.. ناهيك عن الحوادث التي وقعت فيما مضى وراح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى.
أما عن مركز المحافظة.. أي مدينة حماة.. فإنها تشهد الآن حملتين متوازيتين لتأهيلها لاستقبال الزوار في مهرجاني الطلائع والربيع.. الأولى في قلع الأرصفة والأطاريف وإعادة تبليطها.
وتجميلها والثانية تنظيف مجرى العاصي في مركز المدينة حيث الروائح التي تزكم الأنوف وتنشر الحشرات والهوام.. وكله ما نتمناه أن تنتهي هاتان الحملتان قبل بدء هذين المهرجانين حتى لا يدخل الزوار إلى حماة. وهي على ما هي عليه الآن من روائح وأتربة وغبار وازدحام سير بات يتطلب خططاً جديدة للتقليل منه و تسييره للزائرين.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنه ثمة مواقع أثرية أخرى منتشرة في المحافظة.. ربما لا يعرفها إلا أبناء المحافظة.. وأهمها القلاع التي تأتي في مقدمتها قلعة أبو قبيس. والشميميس.. وميرزا ومصياف وشيزر التي لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه باستثناء قلعة مصياف والتي أعيد ترميمها.. وإزالة التعديات عليها وتجديد الأسواق التاريخية القريبة منها على يدي مؤسسة الآغا خان مما جعلها قبلة للسياح والزوار من جديد.
أما باقي المواقع الأثرية والسياحية والتاريخية.. فيكاد لا يذكرها أحد.. مثل قصر ابن وردان ودير الصليب.. والحمامات الأثرية.. في حماة والسلمية.. وذلك بسبب قلة الاهتمام.. وضعف الإمكانات وعدم التعريف المطلوب بها.. وغياب الوعي الثقافي بأهمية الآثار التي تعد أهم شاهد على تاريخ الشعوب وحضارتها.