أما الجديد في موسم التنقيب في موقع عين الحلوة الأثري الذي يقع على شاطىء البحر يسار الطريق المؤدي الى موقع مينة البيضا, حيث أسفرت أعمال التنقيب عن نتائج مهمة في تحديد السويات الأثرية للموقع اضافة لبعض المكتشفات منها أرضية من الموزاييك مع قنوات فخارية لجر المياه.. ويضم هذا الموقع إضافة للمكتشفات, معالم أثرية لحمام قديم يعود تاريخه للفترة الرومانية, قبل حوالي ألفي عام خلت, ويعطي أفكارا هامة جدا عن تطور فن العمران السوري في ذلك الوقت. أما في موقع أوغاريت الأثري الحاضر دائما في أجندة الاستكشاف, والذي لم تنته مفاجأته بعد, وكان اخرها, ما توصلت له البعثة الأثرية السورية الفرنسية المشتركة, العاملة في الموقع. والتي تركزت أعمالها لموسم 2006 في موقعين, الأول في الأسوار الغربية, حيث يقول السيد جمال حيد مدير دائرة آثار اللاذقية, تركزت الأعمال بحثا عن بوابات جديدة للمدينة, وأسفرت الأعمال عن اكتشاف مدفن اثري عائلي, يعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد, أي عصر البرونز الحديث وأسفر أيضا عن اكتشاف مجموعة هامة من القطع الأثرية, أما الموقع الثاني للتنقيب, فكان في أقصى جنوب التل, في منزل واسع مساحته حوالي450م, وكان هدف العمل في هذا الموقع توضيح معالمه, وتوثيقه ودراسته..
العمل في التنقيب والكشف عن الآثار, لايتوقف عند هذه المواقع, وإنما يتم حاليا, الإعداد لخارطة اركولوجية ( أثرية) شاملة تحمل كل المواقع الأثرية في المحافظة, وستكون لهذا العمل فائدة كبيرة للعلماء, والدارسين, والباحثين لتاريخ الساحل السوري, كما ستكون لها فائدة هامة في تسجيل تلك المواقع اثريا, ودراستها والحفاظ عليها, وستنفذ هذا المشروع البعثة الأثرية السورية اليابانية المشتركة, حيث ستقوم البعثة بمسح اثري شامل للمواقع في المحافظة.
حقل من المدافن
وعن الأعمال الأخرى, التي تقوم بها الدائرة قال السيد حيدر: هناك أعمال تنقيب طارئة, تجري في بعض أحياء المدينة. ففي حي الفاروس في مدينة اللاذقية, بينت أعمال الحفريات لإشادة بناء جديد اكتشاف مجموعة من المدافن الأثرية العائلية, التي يعود تاريخها, إلى الفترة الرومانية, قبل ألفي عام خلت, وهي محفورة في كتلة من الصخر على عمق أكثر من مترين تحت الأرض, يتم الوصول إليها بواسطة درج نازل وقد تم توثيق هذه المدافن وتنقيبها ودراستها والتي كشفت عن مجموعة من السرج والقوارير الفخارية..
وفي حي مار تقلا, تجري أعمال التنقيب الأثري ,في مدافن مار تقلا الواقعة الى شمال مبنى المحافظة, على بعد حوالي مئتي متر, وكشفت عن حقل من المدافن , مؤلف من ستة مدافن عائلية, تعود للفترة الرومانية وتضم مجموعة من اللقى الأثرية, تجسدت في قوارير فخارية, ودمغات زجاجية, وسرج فخارية, وثلاث وريقات ذهبية..
أما الموقع الثالث الذي خضع للتنقيب الطارئ, فهو في قرية بيت سوهين, قرب ناحية الفاخورة, التابعة لمنطقة القرداحة, وأسفرت الأعمال, عن اكتشاف قبر يعود إلى حوالي ألف عام خلت, مشيد بالحجر النحيت, على عمق حوالي مترين تحت سطح الأرض, وجدت في داخله جرتان من الفخار,و بعض الكسر الفخارية. ولمتابعة التنقيب في الموقع, طلبت دائرة الآثار باللاذقية تخصيص مبلغ 50 ألف ل.س لهذا العام..
ترميم
11 مليون ليرة رصدت لأعمال التنقيب لموسم العام الماضي, خصصت لبعض المواقع الأثرية في المحافظة أهمها قلعة صلاح الدين الخاضعة لبرنامج الترميم منذ سنوات,ورصد لها في الموسم الماضي 4 ملايين و500 ألف ليرة سورية. وتقع القلعة قرب مدينة الحفة على بعد 35 كم شرق اللاذقية, ونفذت أعمال الترميم خلال 150 يوما المدة المحددة لذلك, والمتضمنة حفر وترحيل أتربة, ودميات, وتقديم وتركيب كحلة تقليدية بدلا من القديمة في عدة أماكن من القلعة, وتقديم وتركيب حجارةالأبراج البيزنطية والفرنجية وباقي منشآت القلعة وتركيب سور حماية شمال وغرب مستودع الأسلحة..
أما قلعة المهالبة, فهو مشروع آخر, درج في برنامج الترميم, وتقع شرق مدينة اللاذقية على بعد 40 كم جوار مدينة القرداحة, ورصد لها 3 ملايين و500 ألف ليرة سورية واستغرقت أعمال الترميم 150 يوما, وتضمنت فك وتركيب حجر نحيت في عدة أماكن منها, وتنفيذ كحلة تقليدية للأبراج في مدخلها, وعزل الاسطحة في القسم العلوي منها, وحفر وترحيل أتربة, وتنظيف الموقع من الأحراج والطفيليات..
المشروع الثالث المدرج في قائمة الترميم, كان في عين ماء بسنادا والذي يقع وسط القرية, قرب الجامع القديم,ورصد لترميمه مليون ليرة سورية ونفذت أعمال الترميم خلال 90 يوما,وتضمنت إزالة وترحيل أتربة وردميات وتنظيف وتكحيل لبناء العين, وعزل السطح لحمايته من العوامل الجوية المخربة لها..
وكان لمدفن ألقبان في المدينة السياحية الشمالية, المجاور لفندق الشاطئ الأزرق غربا, نصيب في أعمال الترميم, والتي كلفت مليون ليرة سورية ونفذت خلال 90 يوما, وتضمنت تنفيذ تصوينة حماية وإنشاء مسارات حركة, وعمليات تنظيف لحجارة, وتكحيلها بالمونة التقليدية, وتنفيذ إنارة تزيينية.
توثيق
أعمال دائرة الآثار لم تنته عند ذلك, وإنما شملت أعمال توثيق مواقع جديدة, حيث قامت بإعداد الأضابير التوثيقية للمواقع المقترح تسجيلها أثريا, وهي تل الفاروس, وتل عين الحلوة و مباني السوق المقبي,ومبنى رابطة الشبيبة سابقا, ومبنى بيت إسرب, ومبنى قبو سقوبين, كما قامت الدائرة بتحديد وجائب التلال المسجلة أثريا والمقترح تسجيلها وعددها 20 تلا. وهي تل رأس البسيط, وتل نهر قنديل, وتل السمعلية, وتل بيت علو, وتل المحجر, وتل المقرونية, وتل شوكت ,وتل الصليب, وتل قلعة السريان, وتل السمهاني وتل رويسة الحياة, وتل رويسة الأمير, وتل رأس ابن هاني وتل رأس الشمرا ,تل نهر العرب, وتل المصلى, وتل دم سرخو وتل البرج, وتل جبل القلعة , وتل البرسونة..
أما النشاطات الأخرى لدائرة الآثار خلال العام الماضي , فهي عبارة عن أنشطة ثقافية أقيمت في المتحف من مهرجانات ومعارض للتصوير الضوئي وللكتاب شاركت فيه عدد من دور النشر, وأمسيات موسيقية وغيرها من الأنشطة المختلفة, كما قام مدير متحف اللوفر بزيارة إلى متحف اللاذقية, واطلع على واقع مستودعات الآثار في المتحف وتم الاتفاق مع المديرية العامة للآثار, ودائرة اللاذقية بإمكانية المساهمة الفرنسية في تطوير هذه المستودعات, كما قامت الدائرة بتركيب دلالة في كل أرجاء موقع اوغاريت لتساهم بالتعريف في الموقع الأثري وكامل أقسامه, ما يوفر للزائر معلومات كاملة, تفيده في معرفة تاريخ وآثار الموقع وأهميته.