تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في بيتي جاسوس.. هل علمت طفلك التكتّم على أسرار الأسرة ?!

مجتمع
الخميس 25/9/2008
زهور رمضان

يلجأ بعض الأطفال غالباً إلى إفشاء أسرار المنازل بعفوية ومن دون قصد ما قد يتسبب بمشكلات لأهلهم وذويهم وقد تكون تصرفاتهم

هذه رغبة منهم بأن يكونوا محطاً لأنظار الاخرين أو لمجرد لفت الانتباه والاعجاب وأحياناً للحصول على أكبر قدر ممكن من الدلال والرعاية والعطف , وربما تكون كردة فعل تجاه معاملة الأبوين القاسية إثباتاً لذاتهم وكيانهم, فكم من طفل أدى إفشاؤه لمشاعر أهله تجاه بعض الضيوف إلى تدمير العلاقة معهم وهذا ما حدث مع أم فراس التي قطعت علاقتها مع أهل زوجها لان ابنتها قالت لجدتها أن أمها لا تحبهم وتقول أنهم غير محترمين ولا ترغب بمجيئهم ما خلق جواً من المشكلات بينها وبين أهل زوجها الذي ضاع ما بين إرضاء زوجته من جهة وبين إصرار أمه على طلاقها من جهة ثانية.‏

أفشى السر مقابل قطع من الشوكولا‏

وقد لاتكون قصة رائد سليمان مختلفة كثيراً حيث شعر بالاحراج والخجل الكبير لان ابنه البالغ من العمر أربع سنوات شرح تفاصيل الأحاديث التي تدور بين والديه لخاله الذي استدرجه في الكلام مقابل حفنة من قطع الشوكولا والبسكويت وفهم منه موقف والده وانزعاجه من مكوثه عندهم خلال دراسته ما أدى به لمغادرة بيت أخته وتركه الجامعة وحمل أخته وزوجها الأناني كما سماه مسؤولية ما حدث ii‏

أوصاه والده بأن يقول أنه غير موجود‏

وأكاد لا أنسى قصة ذلك الطفل الذي أوصاه والده بأن يخبر كل من يتصل به بأنه غير موجود وعندما رن جرس الهاتف رفع الطفل السماعة ولدى استعلام المتصل عن والده بادره قائلا ( يقول أبي أنه ليس هنا) وهذا يشبه كثيراً ما حدث مع السيدة آمنة ابراهيم حيث أتاها ضيوف يسألون زوجها ولانها لاترحب بهم قالت إنه غير موجود حالياًلكن حفيدتها ذات الربيع الثالث قالت لهم: جدي موجود وهو نائم في حين عادت جدتها وأكدت أنه ذهب منذ قليل ولكن إصرار الطفلة جعل الضيوف في حيرة من أمرهم وكم كان الموقف مخجلاً حين خرج الجد متسائلاً من على الباب وطبعاً لم تمر القصة من دون عقاب للطفلة البريئة التي تكلمت بمنتهى العفوية والسذاجة.‏

إن عفوية الأطفال هذه تؤدي بهم لذكر تفاصيل وحوادث تجري داخل المنزل أو حوارات تدور في فلك الأسرة, استرسال الأطفال في الكلام والشرح يجعل الأهل ضحايا ما يذكرونه أمام أطفالهم لذلك يتوجب على الأهل تنبيه أطفالهم مسبقاً على هذه الأمور وتعليمهم كيف يكتمون الأسرار وتوضيح ما يمكنهم قوله للآخرين وما يجب عليهم الاحتفاظ به في قلوبهم وهذا ما أكدته لنا السيدة فاتن ناعم حيث قالت: أن بناتها الثلاثة يرفضن شرح أي معلومات للغرباء عن المنزل حتى عندما يسألونهم عنها لأن أمهم اتبعت معهم أسلوباً خاصاً في التوجيه حتى توصلوا لهذا الوعي وأشارت أن ذكاء الطفل وحسن انتباهه يعتبر عاملاً مهماً في هذا الموضوع ولمعرفة الكيفية التي يجب التعامل بها مع الأطفال توجهنا إلى الاختصاصية غالية أيوب حيث قالت:‏

يجب علينا أولاً تعليم الأطفال أن إفشاء أسرار المنزل يعتبر من الأمور غير المرغوب بها ويعطي صورة عن الشخص أنه ثرثري إضافة لتوضيح مدى خصوصية الأمور والأحاديث التي تدور في المنزل ومع مرور الوقت سيدرك الطفل معنى هذه الخصوصية .‏

كما يجب البحث عن الأسباب التي تدفع الطفل لهذه الممارسات مع الانتباه لعدم استخدام العنف في الاحتجاج على تصرفاته كالامتناع عن الكلام أو الاهتمام به لمدة من الزمن بعد إعلامه بذلك ويجب إعطاء الطفل الاهتمام المناسب والثقة اللازمة وجعله يحس بقيمته واحترامه وبأنه يمكنه الاطلاع على تفاصيل العائلة وأحداثها بشرط عدم ذكرها خارج المنزل وتطرقت لأسلوب مفيد في غرس مفهوم تحمل المسؤولية للطفل عن تصرفاته وذلك عن طريق سرد قصص وحكايات هادفة قبل النوم تقوي ثقة الطفل بأهله وتزرع لديه بذور المحافظة على الأسرار ومعرفة طريقة التكتم عليها دون الحاجة لتعويده على الكذب والخداع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية