تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما يتمّرد ابنك.. ماذا تفعل?!

مجتمع
الخميس 25/9/2008
محمد عكروش

إن وضعية المراهق هي وضعية لا تخلو من المغالطة: فمن ناحية يشعر المراهق أنه أصبح راشداً يتألم من العوائق التي يضعها الأهل

أمام تحرره واستقلاليته, ولكن من وجهة ثانية فإن الأهل لا يمكنهم ترك الحرية الكاملة لأبنائهم, إن هذه الوضعية تشكل في أغلب الأحيان حالة من التمرد وفرض آرائهم بطريقة أو بأخرى, ولا تدري الأسرة في هذه الحالة كيف تتعامل مع أطفالها, فهل نكون عوناً لأولادنا على تخطي هذه المرحلة الحرجة? قمنا باستطلاع المعادلة من الطرفين الأهل وأصحاب الاختصاص...‏

يخضعون عند أقل ضغط‏

إلهام العلي (ربة منزل ) ولديها أربعة أبناء, تعلل تمرد طفلها الأخير ب الدلال الزائد وإذا رفض الاستجابة لكلامي أتجاهله, وعندما يثور ويرمي بالأشياء لا أرد عليه فيخجل من نفسه, ويعود لي ويكلمني, فأجبره على أن يعيد الأشياء إلى مكانها ثم أتكلم معه.‏

بينما أكد زاهر هبول (طالب علوم) حين تصطدم رغبات الإنسان مع موانع الأسرة ويكون المرء معتقداً بصحة آرائه أو أن الحق بجانبه ينشأ هذا التمرد للفت الانتباه في هذه السن الحرجة, وأرجع سبب ازدياد هذه الهوة للعلاقة الخاطئة التي تربط الأبناء بوالديهم وعدم التفاهم فيما بينهم.‏

أما ربيع الحاج حسن (مرحلة ثانوية) وعن ثورة غضبه في عدم تلبية رغباته فيقول: أنفعل بمجرد رفضهم لما أطلبه أو معارضة رغباتي إن كانت في الملابس أو اللعب والحصول على شيء أرغب فيه, وقد يصل غضبي إلى حد ضرب ماحولي من أشياء حتى يتحقق طلبي, لأنني لا أريد منهم سوى تفهم رغبات هذا الجيل.‏

وفي رأي هدى مسوتي (تربوية) حول مايفعله المراهقون من حالة تمرد تقول: الطفولة لا تنمو إلا في إطار من المودة والمحبة والتفاؤل, فالتوتر والعقاب والضرب أمور تضر بالطفل وبنموه وتمنع تفتحه وتطور قدراته المختلفة فيصبح أكثر تمرداً فتراهم يخضعون عند أقل ضغط ويتعلمون لغة العنف, وهل هذا يقودنا إلى أن الجيل الجديد متمرد وغير مسؤول?. ولماذا يدفعه إلى ارتكاب الكثير من المغالطات أحياناً?.‏

استنهاض التربية‏

حدثنا المرشد النفسي معمر نويلاتي قائلاً: تلجأ بعض الأسر إلى الشدة ظناً بأن أفرادها يحكمون السيطرة ويسيرون أمور بيوتهم وحياتهم بالطريقة المثلى التي من شأنها أن تنشىء جيلاً مهذباً لكن هذا السلوك ليس من شأنه إلا أنها يهدم بيوتا لهذا تظهر الحاجة في وقتنا الحالي إلى استنهاض التربية وإعادة صياغة التفكير الجمعي حول الطفولة والشروط التربوية المناسبة لنموها, فالمؤسسات التربوية المعنية بالطفولة المبكرة, وخصوصاً الأسرة العربية, يجب أن تجعل الحوار قاعدة في التعامل مع صغارها, فتجنب الأساليب القمعية والتقليل من القيود وجعلها في حدودها الدنيا أصبحت الأسس المهمة التي تتيح للطفل النمو المناسب. والطفل بدوره يحتاج إلى حرية التعبير, حرية اللعب, حرية التفاعل مع الآخرين, فالطفولة لا تحتاج إلى التشدد ولا إلى الكثير من القيود حتى لا يقع أطفالنا فريسة تمردهم هذا.‏

ماالذي يحتاج إليه الابن أو البنت منا في مرحلة التمرد?.‏

أكثر ما يحتاج إليه هو التفهم والحب وقرب الأهل من أبنائهم على أن يتخذوا منهم أصدقاء واعتماد أسلوب المصارحة والصدق في التعامل مع الأبناء ومد جسور من الحوار حول كل ما يشغل بال هذا المراهق.‏

خلق آرائهم وأفكارهم الخاصة‏

ويستطرد ليقول نويلاتي: كما ينبغي ألا يغيب عن بالنا ما ينطوي عليه شعور الشاب نحو السلطة الوالدية من تناقض وازدواج عاطفي, بمعنى أنه يتمرد عليها ويصارحها بالعدوان, ولكنه في الوقت نفسه في حاجة إلى عطفها ورعايتها, وتتضح هذه الحاجة بعد ثورات الغضب حين يخلو الشاب إلى نفسه بالندم على ما بدر منه, أو حين يضطر للرحيل بعيداً عن الأسرة فيكتب للوالدين من الرسائل ما يفيض بالحب والشوق ويستجلب الشفقة ويستدر الحنان. لهذا من الطبيعي جداً للمراهقين خلق آرائهم وأفكارهم الخاصة, وتطوير منظور خاص حول الحياة وهذا ما يهيئهم لسن الرشد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية