أضف إلى ذلك بعض الأفلام السينمائية والمسرحيات .. عرفه الناس في دور ياسينو إنساناً بسيطاًَ ساذجاً .. وكونه اختار لنفسه اسمه الحقيقي في التمثيل ماأوقعه في كثير من المواقف الطريفة وأحياناً المحرجة ... فقد طغت شخصيته الفنية على الشخصية الحقيقية ...مع الفنان ياسين بقوش حديث للذكريات يقول:
- فرق شاسع بين الأعمال الدرامية الحالية وبين ماكان يعرض على الشاشات في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات فقد كانت الرقابة هي سيدة الموقف سواء فيما يقدم على صعيد الدراما أم الغناء حتى تصل إلى المشاهد والمستمع بطريقة تليق بذوقه وفكره ...
- ما المفارقات التي تقف عندها في الأعمال الشامية الحالية؟
-- إن أي حارة مهما كانت قديمة لاتضم المقهى والدكان والفرن والحلاق ولاأظن أن الشجارات واستعمال الخناجر هي من تراثنا .. ومن كان يخطئ في الحارة كان يضطر للغياب والاختفاء ثلاثة أشهر حتى يغفر له والشام تضم خليطاً من البشر.
- ما المحطة التي مازالت تسكن في الذاكرة؟
-- عندما أحضروا لنا الخبراء من يوغسلافيا في الستينيات ليعلمونا دروساً في الدراما ، فقد تعلمنا كيف نقرأ النص ونحلله، ونحلل الشخصيات والبيئة ،فمثلاً دور ياسينو في مسلسل «صح النوم» كانت تحمل الشخصية أبعاداً محددة فهل تمثل الشعب العربي الطيب وحسني البورظان يمثل الفكر العربي أما غوار فهو صورة للفكر المتآمر على الفكر العربي وأبو عنتر هو عضلات الفكر المتآمر وتبقى فطوم حيص بيص صاحبة الفندق هي رمز الأرض العربية التي يتزاحمون عليها ،كمايحدث الآن في العراق وفلسطين.. أما الآن فترى الشخصيات عبارة عن سحب خناجر وشجار وصراخ وشتائم وكلام لايليق ...
وأكثر ماأتمناه أن نبقى في دور الرقابة الصحيحة للدراما السورية..
- كيف تنظر إلى فناني الدراما؟
-- الفنانون حالياً لاوقت لديهم لقراءة النص ،فهم يسرعون إلى التصوير لذا تتعدد أدوارهم في أكثر من عمل وهذا خطأ كبير يرتكبه الفنان في الأعمال الدرامية فبناء الشخصية يجب أن يختلف .
في الماضي كان المخرج يوزع النص على الممثلين ويحدد موعداً لجلسة مناقشة بحضور المؤلف ويطرح كل منهم وجهة نظره ويؤكد المخرج على إيصال رسالة محددة للمشاهد ،لذا يطلب من الممثلين الاتقان والإجادة في توصيل تلك الرسالة فالمخرج هو المؤلف الثاني للنص ...
- ماذا نحتاج؟
-- نحن بحاجة لرقابة وكتاب يحملون فكراً مبدعاً ، والإبداع يكون من خلال الحكمة المراد توصيلها للمشاهد أوالمستمع فقد خلقت الدراما لتثقيف الناس لا لتلقينهم بعض السلوكيات غيراللائقة كما فعل طفل تقمص شخصية أبو شهاب وضرب صديقه.. فلايجوز أن تكون هذه السلوكيات هي النموذج...
-هل أنصفك الوسط الفني وهل أنت راض عن مسيرتك الفنية؟
-- لايوجد إنصاف فالمخرجون الجدد يعرفون ياسين من خلال شخصيته ياسينو ولايذكرون ياسين في المسرح القومي وفي أدوار ومسرحيات عالمية « لكل زمن دولة ورجال » ومع ذلك أنا راض وأظن أنني أخذت حقي ويكفيني محبةالجمهور ووفائهم...
- ماهي آخر أعمالك ؟
- - أعمل الآن في الإذاعة في عمل أسبوعي اسمه «محكمة الضمير» وسعيد بهذا العمل وقد اقترحت على المؤلف أن يعده للتلفزيون .
العمل عبارة عن حلقات منفصلة ويضم موضوعات جادة وهامةوقبل سنتين قمت بعمل اسمه « تلاميذ آخر زمن» يضم ممثلين من السعودية ومصر وسورية ولبنان..