تقول الفنانة لينا ديب: الهدف من ملتقى التصوير الزيتي ارتياد المتلقي مكان الحدث ليتعرف كيف يتم بناء اللوحة وليخلق محاورة ثقافية بصرية بين المتلقي والفنان،
حيث يأخذ الأخير من انطباعات المتلقي وأفكاره اليومية الحياتية ليمزجها مع انطباعاته وعواطفه ومن ثم يبثها للمتلقي عبر عمله الفني.. أي هناك محاورة بصرية مباشرة بين الفنان والمتلقي.. من جهة أخرى الملتقى فرصة للقاء إبداعات الفنانين ويطلع الفنانون على خبرات وتجارب بعضهم والاستفادة من تراكيب العمل الفني للوصول باللوحة إلى أرقى أشكال الإبداع الفني..
وفيما يخص عملها الفني الذي نفذته تضيف: اللوحة مجموعة من التراكيب والمفردات الفنية ذات تراث شرقي مأخوذ من الذاكرة.. نجد مجموعة من الخطوط الطولانية والعرضانية الصارمة القاسية متداخلة مع بعضها لتؤلف قالباً فنياً تشكيلياً، وبجوارها خطوط ومساحات لونية تحكي عن ذات الرؤيا التراثية بشـفافية بالغة.. وبالتالي نجد حواراً بين الشفافية والانسيابية في فراغ اللوحة.. بدأت من صمت الفراغ الأبيض باللوحة لأنتهي بلوحة ذات حيوية وضجيج تعبر عن الربط بين الحاضر والغائب.. الحضارة كامنة فينا كبشر والإنسان ابن بيئته بقدر إحساسه بالبيئة واستيهاب الشعور الفني من البيئة ومن ثم الانطلاق نحو الحضارات الأخرى فكما هو الربط بين الحاضر والماضي هناك تواصل ومحاكاة بين حضاراتنا والحضارات الأخرى، ومن هنا في عملي كثير من الحداثة والتبسيط، أي أخذت من البيئة المفردات الأصلية التراثية ووضعتها بمساحات لونية تحوي كثيراً من الاختزال والتلقائية لتكون في النهاية مجموعة من تراكيب العمل الفني.
تواصل
اعتقد الفنان سموقان أن الأمر سيكون أفضل من العام الماضي ولكن لا حراك ولا حركة في الملتقى.. يقول: أشارك في الملتقى للمرة الثانية بلوحة من تجربتي السابقة والتي تندرج ضمن سياق الغابة وتبقى الحالة الخفية من حيث الدلالة الضوء مع تقنيتي وأسلوبي الخاص.
وأضاف مهما كانت سوية الملتقيات يراقب الفنان زملاءه المشاركين لأن كل فنان يختلف بأسلوبه وتقنياته وهذا يخلق حالة حوار وتواصل، تأثر وتأثير ويولد فائدة للفنانين كما أن الجمهور يحرض لدى الفنان من خلال التساؤلات أفكاراً يمكن ترجمتها في عمله الفني .. ولكن غياب الحضور المهتم أثر، كان الأفضل إقامة هذا الملتقى بالهواء الطلق أو في مكان يرتاده الناس وليس في إحدى صالات المدينة الرياضية لكان حقق غايته من خلال ردم الهوة بين المشاهد والفنان.
إيحاءات
في مشاركته الأولى الفنان أمير حمدان يقدم عملين بحجم كبير يقول: يعتمد العمل الأول على مدينة اللاذقية بإيحاءات الروائي حنا مينة الذي أثر في أجيال عدة حين تناول البحر والمنازل الشعبية البسيطة المتلاصقة مع بعضها فجدرانها تختزن حكايات كثيرة.. من حيث الأسلوب التشكيلي اعتمدت العناصر الواقعية ووزعتها في اللوحة للتوضع بشكل تجريدي تعبيري مع طرح اللون الأزرق الملتهب، الحالم، الحزين الذي يتحدث عن البحر والبيئة الساحلية وهذا اللون يسيطر على طبيعة أبناء الساحل البسيطين وبساطتهم سببت لهم الفقر لكنها مليئة بالحلم والطيبة.. أما اللوحة الثانية فتظهر تحليق وطيران أبناء الساحل بالحلم حيث يوزعون المحبة على الناس.. ألواني الأزرق والبرتقالي يعبران عن الفضاء والشعر كنت سابقاً أعمل بالألوان الترابية أما الآن بالحارة والباردة..
وتابع: لا يظهر الفنان إلا إذا كان مغرقاً بالمحلية وببيئته لأن الفن شاهد على العصر ويلتهم الفنان المكان الذي يعيشه بعينيه ويفرزه بيديه برؤية جديدة..
حالات مختلفة
يعطي الفنان تيسير رمضان اللون البنفسجي لونه المفضل في لوحته.. يقول: سعيت إلى أنسنة السنين من خلال حالات تعبيرية مختلفة للطير (نقطة التقاء، اختلاف، حيادية، حوار) وهي بداية لتجربة سأخوض بها مستقبلاً بطلها الطائر.. وهذه الملتقيات تحث الفنان للعمل وتحفزه للنهوض والتطوير في تجربته الفنية بفضل البصر والبصيرة وتجعل العمل ناضجاً..
ينفرد الفنان مداح طوبال باكرليك في هذا الملتقى يقول: أدخلت خامات حقيقية من الطبيعة ووظفتها من خلال اللون الأساسي لها بطريقة متناسبة حسب الموضوع المطروح يطغى على جو اللوحة اللون الأبيض والعمل به خطير كما هو معروف وقدمت باللوحة ما يمكن أن يفهمه المتلقي المختص وغير المختص وهذه الهوية الفنية التي رافقتني منذ مشروع التخرج تتطور شيئاً فشيئاً لدي رغم انقطاعي.. ومن خلال العمل المتواصل ستتطور أكثر..
احتواء
يطرح الفنان حسين صقور في الملتقى عملين قريبين من تجربته احتواء.. يقول: أعمل بالتعبيري التجريدي فرموزي التشكيلية أخذت في الآونة الأخيرة شكل الخط المنحني والدائرة والرموز الأنثوية وتحول التجريد إلى واقع بشكل تدريجي.. الشكل الأنثوي بحركاته الساحرة والتي يبررها الدفء والحب الذي يوصله الفنان من خلال الخط واللون وقد استفدت من لون الأساس في تكوين العمل وهذا يعطي العمل سحره. يغلب على اللوحة المقدمة الألوان الأورانج ودرجاته ويأتي المتمم ليظهر جمالية الضد..
أخيراً
أجمع الفنانون على أهمية الملتقى ويؤكدون أنه سيكون غنياً في حالة توسّع وضم فنانين أصدقاء من مختلف البلدان الشقيقة والصديقة. أكد البعض منهم أنهم أقدموا على المشاركة منذ العام الماضي طواعية دون شروط مادية أو معنوية للتشجيع على الملتقى ولنشر الثقافة البصرية لدى الجمهور ليميز بين العمل الفني الحقيقي والتجاري المطروح بالأسواق، لكنهم لم يجدوا دعماً من المحافظة لا مادياً ولا معنوياً، وحتى الجمهور المهتم وغيره غاب عن ملتقاهم لأن التغطية الإعلامية والإعلانية ضعيفة.