بكالوريا.. بكالوريا، لا حديث في معظم البيوت السورية إلا عن امتحانات الشهادة الثانوية، والمبالغة معظم الأحيان في انتقاء المفردات التي تصوّر هذا الأمر على أنه وحش كاسر سيأتي على مستقبل أولادهم والحقيقة هي أن هذه الامتحانات هي موسم قطاف لثلاث سنوات من التعلّم والتعب والاجتهاد أما من تذكّر هذه الامتحانات في العام الدراسي الأخير من المرحلة الثانوية فمن الطبيعي أن يجد صعوبة أكثر من غيره وهذه المسألة يركّز عليها التربويون ومن استفاد من تجربة المرور الأول لمثل هذه الامتحانات..
أيام قليلة تفصلنا عن الأول من حزيران حيث موعد المادة الأولى في هذه الامتحانات ويفترض أن القسم الأكبر من أبنائنا قد وصل إلى مرحلة الجاهزية التامة، وبالتالي فإن الأيام المتبقية هي للأهل وعليهم أن يعرفوا كيف يتوجون بها انتظار أبنائهم فلا يتركونهم تحت الضغط ولا يزيدون هذا الضغط بإظهار قلقهم وتوترهم ومن المستحسن أن يظهر الأهل كلّ الهدوء والأريحية لينتقل هذا الشعور إلى الأبناء فيحافظون على اتزانهم ولا تهزّهم أقاويل التوجّس..
تتفق دراسات تربوية كثيرة على ضرورة أن يتحرر الطالب من الخوف ومن تصورات مسبقة أن الأسئلة ستكون صعبة هذا العام (وهذا التوجس يحضر كل عام) ويخلص معظم هذه الدراسات إلى ضرورة الترفيه بعد كل هذه المدة الطويلة من الدراسة المكثفة والمتعبة، ونستطيع أن نربط ذلك باستعداد أي فريق كرة قدم لمباراة مصيرية إذ يكون التدريب الذي يسبق المباراة بيوم تمريناً خفيفاً ويحرص مدرب الفريق على تنفيذ برنامج ترفيهي يتضمن زيارة أماكن هادئة ومشاهدة برامج ومسرحيات كوميدية...
معظم الأهل أنانيون يرهقون أبناءهم بأكثر من 12 ساعة دراسة في اليوم على مدار ثلاثة أشهر ولا يتذكرون أن التعب سينال منهم وأنهم سيصلون إلى ما يشبه الانهيار فإنه من الواجب قبل أقل من أسبوعين على بداية الامتحان أن نعمل على إعادة تأهيل وضعهم النفسي والبدني وأن نخلصهم من تعبهم شيئاً فشيئاً، والدخول الهادئ إلى الامتحانات يكون مردوده أفضل، بالطبع لن نطلب منهم رمي الكتب جانباً بل تخفيض عدد ساعات الدراسة ليستريح العقل قليلاً ويصبح جاهزاً لاستعادة ما تمّ تخزينه وتحويله إلى فعل منتج على ورقة الامتحانات.