التـــــوت.. منجـــــم طبـــــي وغـــــذائي
منوعات الثلاثاء 19-5-2015 اكتسبت شجرة التوت في سورية منذ القدم أهمية بالغة لكونها تشكل القاعدة الرئيسية لإنتاج الحرير الطبيعي الفاخر، لأن أوراق هذه الشجرة تعتبر الغذاء الذي لابديل عنه لدودة الحرير حيث تنتمي شجرة التوت للأشجار المثمرة الموسمية الإنتاج، ويعرف بعدة أسماء مثل الفرصاد والفشكل والغلام.
ينمو التوت البري في المناطق الساحلية وفي غوطة دمشق والمناطق الداخلية ويزرع في جميع المناطق، وله عدة أصناف هي التوت الأبيض والأحمر وأهمها في بلادنا التوت الشامي.
يبدأ عادة موسم تصنيع ثمار التوت في البيوت السورية كمنتج غذائي من شهر أيار وينتهي في حزيران مع انتهاء موسمه نظراً لفوائده الصحية العديدة حيث يتم تخزينه في البيوت إما على شكل الثمار وإما العصائر، فهو مفيداً جداً في حالات فقر الدم وأورام الحلق واللثة، وله تأثيرات فعالة في خفض درجة الحرارة وفي حالات الحميات والحصبة، ويقوي مناعة الجسم، فضلاً عن فوائد ثمرة التوت في المجال الطبي حيث تتم إضافته مع الأدوية بغرض التلوين وتحسين الطعم، ولأنه يحتوي على عدة فيتامينات أهمها «أ - س- ب1» يعتبر مقوياً ومرطباً ومطهراً ومليناً، ويستعمل ضد الوهن النفسي والنزيف والإمساك والتهاب الأمعاء وعلل الصدر.
تشير الأبحاث والدراسات إلى أن زراعة أشجار التوت تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد وكلمة توت هندية الأصل نقلت إلى الفارسية ثم العربية، وهكذا تعتبر بلاد الهند والصين الموطن الأصلي لشجرة التوت وعرفت تربية دودة الحرير على أشجاره منذ 3000 سنة قبل الميلاد في الصين، ثم ازدهرت زراعته مترافقة مع تربية دودة الحرير في اليابان سنة 300 قبل الميلاد، وبعد ذلك انتشرت في مختلف ممالك آسيا في سنة 400 بعد الميلاد ومنها انتقلت إلى أوروبا فأميركا، بينما عرفت شجرة التوت وأهميتها لتربية دودة الحرير منذ القرن الأول الميلادي في سورية بحكم موقعها على طريق الحرير القادم من الصين إلى أوروبا، كما تم العثور على ثمار التوت في مقابر الفراعنة واستعملوها كغذاء ضمن الوصفات العلاجية، ويسمى التوت باللغة الفرعونية «الخوت» واللفظ قريب جداً من العربية.
|