سيطرة داعش على مدينة الرمادي من الممكن أن تؤثر في تغير موازين القوة العسكرية، فهي مركز أكبر محافظة في العراق وتتربع بالقرب من العاصمة بغداد إلى جانب جارتها كربلاء فضلاً عن اتصالها بالبادية التدمرية ومناطق عمق التواجد الداعشي في وسط وشرق سورية .
صمدت الرمادي قرابة السنة والنصف أمام هجمات التنظيم الإرهابي الانتحارية وغيرها، قبل أن توضع خطط كبرى ليحتلها داعش.
الهدف التكتيكي
معلومات لأحد المصادر الإعلامية أفادت ، بأن احتلال الرمادي عملية مخطط لها للردّ على تحرير تكريت من «داعش» كضربة معنوية يريد منها داعش إعادة الثقة إلى مقاتليه كهدف تكتيكي .
القوات العراقية المتنوعة تجمعت في الورار على ضفاف الفرات وأضحت الحبانية منطقة تمركز للقوات كما الكرمة شرق الانبار إلا أن مصدراً في الجيش العراقي قال إن إرهابيي تنظيم «داعش» يتقدمون شرقاً من مدينة الرمادي نحو قاعدة الحبانية العسكرية التي تقع على بعد نحو 30 كيلومترا شرقي الرمادي على الطريق إلى العاصمة العراقية حيث يحتشد مقاتلو الحشد الشعبي لشن هجوم مضاد .
تنظيم داعش أعلن سيطرته على كامل مدينة الرمادي ، وكانت وكالة الأنباء الفرنسية أفادت في وقت سابق بسيطرة مسلحي «داعش» على مقر قيادة عمليات الأنبار غربي العراق ، فيما تعهدت واشنطن بالتعاون مع الحكومة العراقية لاستردادها.
ردود سياسية
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان قد دعا قوات الحشد الشعبي إلى المشاركة في تحرير الأنبار استجابة لنداءات حكومتها المحلية وبعض عشائرها الذين طالبوا العبادي بإدخال قوات الحشد الشعبي لتحرير المحافظة .
بدوره أكد علي أكبر ولايتي مستشار الزعيم الإيراني الأعلى استعداد بلاده لمواجهة إرهابيي»داعش» وتحرير مدينة الرمادي من سيطرة التنظيم.وصرح ولايتي بأن طهران ستوافق على مساعدة الحكومة العراقية لمواجهة «داعش»، إذا ما توجهت الحكومة بطلب إلى إيران بشكل رسمي خاصة أن وزير الدفاع الإيراني يزور بغداد تلبية لدعوة نظيره العراقي.
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن أن سقوط مدينة الرمادي بأيدي «داعش» لن يؤثر على سير العملية العسكرية ضد التنظيم بشكل عام.وقال كيري في مؤتمر صحفي عقده في سيئول :»أنا على يقين من أن هذا الوضع سيتغير مع إعادة انتشار القوات وبمرور الأيام في الأسابيع المقبلة ، وبشكل عام إنهم (مسلحي داعش) اضطروا للتراجع وأنا واثق تماماً من أن هذا سيتغير في الأيام القادمة.
وذكر بأنه قد أكد مراراً أن الحرب ضد «داعش» ستكون طويلة الأمد وصعبة ، ولا سيما في محافظة الأنبار، حيث تبقى مواقع قوات الأمن العراقية ضعيفة، أليسا سميث المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية أكملت كلام كيري بقولها إن التحالف بقيادة بلادها سيدعم القوات العراقية في حال سقطت مدينة الرمادي في أيدي تنظيم «داعش» لاستردادها فيما بعد.
وأضافت سميث الأحد أن «داعش» حقق تفوقاً قتالياً في المدينة الواقعة غرب العراق، وأن الرمادي كانت محل صراع منذ الصيف الماضي وأصبح لتنظيم داعش التفوق الآن، بحسب زعمها، مؤكدةً أن خسارة الرمادي لا تعني تحول الكفة لصالح التنظيم في العراق لكن هذا على حد قولها سيمنحه «انتصارا دعائيا» ، وقالت إن الولايات المتحدة تواصل تزويد بغداد بالدعم الجوي والمشورة.
نزوح 8000 شخص من الرمادي
بدورها أفادت المنظمة الدولية للهجرة بنزوح ما لا يقل عن 8000 شخص من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، جراء المعارك الدائرة بين القوات العراقية وتنظيم «داعش» الإرهابي .
وقالت المنظمة إن أعداد النازحين في تزايد، وسجل نحو ألف و300 عائلة أي قرابة 7 آلاف و776 شخصاً نزحوا على مدى يومين، منذ أن بدء تنظيم «داعش» الإرهابي هجوماً واسعاً على المدينة مساء الخميس، وتمكنه من السيطرة على مناطق إضافية وسط المدينة التي كان يسيطر على أجزاء منها منذ مطلع عام 2014.
وأشارت المنظمة إلى أن النازحين انتقلوا إلى بلدة عامرية الفلوجة شرق الرمادي، لكنهم منعوا من عبور جسر على نهر الفرات لدخول بغداد.
وأعرب نائب رئيس محافظة الأنبار فالح العيساوي عن قلقه إزاء الوضع الحالي بمدينة الرمادي خصوصاً أن التنظيم قتل 503 أشخاص منذ سيطرته على أغلب أجزاء المحافظة.
كما طالب العيساوي الحكومة المركزية في بغداد، بإرسال المزيد من القوات لتجاوز الأزمة .