بين حروف رسائل واشنطن (لمقاتليها الدواعش) عبر طائراتها (الزاجلة) فوق الرقة، لوكٌ لمزيد من الوقت في مناورات اللعب بالسيوف الخشبية، بينما لم تحتمل القضية بضع ساعات سورية، وطردت بعدها زنوبيا أساطير من قذارات البشرية .. فلا إنزال الكومندوس الفضائي كان بالمشهد، ولا من هم يثقلون بالتهديد ليبقى الوعيد الأميركي في أدراج نسخ التصريحات بعيدة المدى، بينما تقع واشنطن في حفرة الإحراج مرات ومرات .
واشنطن في حفرة الرمادي الداعشية تظهر رمادية اللون بين ضعف الحيلة وضعف النية، فإذا هي فقدت كل ماء وجهها الاستخباراتي والعسكري في العراق، فلن ينفعها استعراض عمليات الكومندوس في سورية، ولا تبريرات السيد كيري الدبلوماسية، بتسليم منطقة عراقية تحوم فوقها كل طائرات تحالف العالم (المتحضر) إلى ذلك (المتحجر) في توقيت إشهار سيف التقسيم فوق الجسد العراقي.
في ضبابية الرؤية الأميركية لكل الأوراق في المنطقة، حتى لتلك الورقة الإرهابية التي تعجز واشنطن عن حملها، تبدو رسالة أوباما الأوضح للخليج في سورية..اذهبوا أنتم ومعارضاتكم وقاتلوا وحدكم، إني هاهنا جالس إلى الطاولة النووية، ليذهب الهاجس بالمملكة الوهابية إلى شراء الرؤوس النووية التي لا تنفع السعودية إلا بانتحار كيدي، فالنووي بيد مملكة الرمال مضحك، حيث أهداف الوهابية المرسومة بخطوط الحقد، إما على حدودها أو على حدود حلفائها، فهل تريد الوهابية خنق نفسها أم خنق (أعداء أعدائها)، وهل يريد آل سعود العلو والصعود حتى على كومة من خراب؟
يبدو أن خليج النفط والردى لا يملك سوى خيارات الدمار حين فقد وجوده الإقليمي، ومسحت من الخريطة الدبلوماسية الدولية مملكة الرمال العاجزة عن تقديم سيناريو سياسي خارج عن عقدة الذبح والنحر والهمجية في كل الملفات، بل إن الوهابية تنشر بعدوانها صخور اليمن، بينما تقف والقوة العربية المشتركة أمام داعش في العراق صم بكم لا ينتخون، فهم مبرمجون أميركياً فقط على ملفات الضغط على إيران وسورية، لذلك تصم المملكة النشمية أذنها عن العراق، وتستمر بحقن الإرهاب في سورية ليجلس الملك الأردني عبد الله على طاولة القمار مع شركائه الداعشيين على الحدود مع الجارة الشامية ليلاً، بينما في الصباح يصيح الديك الدبلوماسي الأردني حيِّ على الحل السياسي في سورية، ويستدعي إلى الحوار الجارية الائتلافية (المعارضة).