وحسب تجارب الشعوب التي خاضت حروبا وتجاوزتها وحققت تقدما اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
وعليه المقصود بالتنمية في زمن الحرب، هو بناء الإنسان وتنمية ذاته، فالإنسان هوعماد الاقتصاد بل هو الثروة الحقيقية بعينها.
هناك أرقام تدل على صعوبة الواقع، سواء بعدد الشهداء، أو النازحين داخل سورية وخارجها، لكن الفرصة قائمة، بالتركيز على التعليم، واستقطاب الشباب وخرطهم في عملية الاعمار. فالشبــاب هم الفئة العُمــرية الوحيدة الذين يملكون الارادة والمقومات للبناء بمعدلات سريعة جداً.
والمؤشرات تقول : إن الوضع الذي ستنطـلق منه ســورية أفضــل بكثيــر من غيرها من الدول عاشت مثل هذه الحروب، من ناحيــة الموارد والتعداد السكــاني.
اننا نمتلك ثروات طبيعية نفط وغاز، ونمتلك أراضٍاً زراعيه ولم تزل مؤسسة التعليم قائمة، وكذلك المؤسسات الإنتاجية وما على الحكومة إلا وضع سياسات تخدم التنمية، وتراقب أداء مختلف الوزارات، كما لابدّ من مساعدة المجتمع المدني، ليكون شريكا في البناء والرقابة، لتحقيق عملية تعليم مثمرة يكون مخرجاتها كوادر بشرية مدربة تستطيع المشاركة في عملية اعادة الاعمار، وفق مقتضيات سوق العمل الذي فرضته الحرب.
إن التركيز على بناء الانسان هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية، في زمن مابعد الحرب، لتعويض التراجع في التعليم والصحة، والكفاءات التي يحتاجها سوق العمل.