الفنانة الحرفية ريم حماد واحدة من الفنانات السوريات فقد عبرت بموهبتها حدود الممكن ولونت رغبتها بما تتوق إليها أمنيات وأحلام الصبايا اللواتي ينجذبن لما تصنعه مهارة وأنامل من يتقن الحرف اليدوية أكان ذكرا أم أنثى حيث كان لمعروضاتها وأشغالها في جناح الصناعات اليدوية في دورة معرض دمشق الدولي لهذا العام حضور ورغبة واستحسان إلى جانب عراقة هذه المهنة وخصوصية التراث السوري.
لكن يبقى للمرأة لمساتها الخاصة بما يثير اهتمام ورغبة المهتمين وخاصة الجنس اللطيف الذي يسعده اقتناء الإكسسوارات بأشكالها وألوانها. بدأت حماد عملها في العام 2003 اهتمت بصناعة الإكسسوارات والمتممات من الخرز والنحاس وقد خاضت هذه التجربة من باب الموهبة والحب في الحفاظ على تراث لا يمكن أن يكون إلا في المقدمة. حيث شاركت بمعظم المعارض التي أقيمت في سورية معرض الإبداع والاختراع والسياحة وغيرها.
وتعترف الفنانة حماد أن الناس كانت بداية تنظر إلى الحرف اليدوية من خلال المعروضات من باب التنزه أكثر مما هي للاقتناء خاصة في ظروف الحرب الظالمة إلى أن جاءت فعاليات الدورة 59 لمعرض دمشق الدولي لتظهر مدى الرغبة والعطش الجمالي لتذوق هذا النوع من الفن السوري بكل ألوانه من رسم اللوحة وتطويع الخشب والحديد والنحاس لتخرج بحلة جديدة بلمسات أنثوية لها قدرة وباع في لوحة التراث السورية.
وتعتبر الفنانة حماد أن المشاركة بالمعارض من أهم الفرص لإظهار التنافس والتعرف على معروضات ومهارات الآخرين من المشاركين وإن كانت الصناعات اليدوية متشابهة بشكل عام، لكن إبراز التميز يظهر في العديد من اللوحات. ومن هنا تختبر العين مدى الدقة والجمالية والأصالة في الحرف التراثية.
وعن خصوصية الصناعات اليدوية والمشاركة في المعارض التي تقام سنويا وأحيانا موسميا في بعض المحافظات تؤكد الحرفية حماد أن إقامة المعارض وبهذا الزخم ولاسيما دورة معرض دمشق الدولي الأخيرة هي رسالة من شعب صامد لا يموت وبلد مقاوم من أجل الكرامة والحرية والإنسانية.
كما أبدت ارتياحها للتسهيلات التي تقدمها وزارة السياحة باستمرار من وسائل نقل وغيرها، لافتة إلى تجاوز الكثير من الصعوبات في البداية فيما يخص تأمين المادة الأولية بسبب ظروف الحصار والحرب الظالمة على بلدنا.
باختصار يمكن القول إن الصناعات والحرف اليدوية تشكل باستمرار عامل جذب للسياحة والتنزه والتمتع البصري بالأصالة والتراث عند شريحة واسعة من الناس أكانوا روادا أو زائرين أكثر مما هي للاقتناء بعدما فرضت تداعيات الحرب العدوانية خيباتها على الجيوب التي تمزقت وسلبت فرحتها من عيون أبناء المجتمع ولاسيما النساء والصبايا والأطفال.