وتضاعفت احتياجاتهم ومتطلبات حياتهم فانضمت جمعيات أهلية إلى الجهود الحكومية في حماية الأطفال فاقدي الرعاية والأيتام لتأمين الإقامة لهم وضمان أبسط حقوقهم بالتعليم والصحة وغيرها.
وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمه قادري قالت «إنه مع اتساع رقعة الاحتياجات الاجتماعية كان لا بد من زيادة تكامل الدور بين القطاع الأهلي والحكومي بتقديم الخدمات وفق معايير وأنظمة محددة دون التأثير على الجودة»، مضيفة انه بعد مرور سبع سنوات من الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية وما تركته من آثار صعبة جدا على الطفولة كان لا بد من بذل المزيد من الجهود لتقديم الخدمات الضرورية للطفل بوصفه أحد ضحايا الحرب وضمان نموه وأمانه» موضحة أن الجهود تركزت على المجالات الصحية والتعليمية وأولت اهتماما خاصا بالأطفال الأيتام وأبناء الشهداء وفاقدي الرعاية الأسرية.
ولفتت الوزيرة إلى المشروع المستدام الذي اطلقته الوزارة «لا يتيم بلا كفيل» لضمان شمولية وكفاية الخدمات المقدمة لهؤلاء الأطفال سواء عبر دور الرعاية أو في منازلهم مبينة أنه من الصعب تحديد قاعدة بيانات وأرقام ثابتة لعدد الأيتام مشيرة إلى اهتمام الوزارة بالدراسات والمسوحات الاجتماعية حيث رصدت لها في مشاريعها الاستثمارية لأول مرة 500 مليون ليرة لتكون محركا عمليا لتوفير قاعدة بيانات.
وكشفت عن العمل لإنجاز سجل وطني للإعاقة مع التركيز على مرحلة الطفولة لتحسين جودة الخدمات المقدمة لهذه الشريحة ضمن مشروع «لا معاق بلا كفيل» كما أنجزت دراسة عن احتياجات الاشخاص ذوي الإعاقة من حيث النوع والتوزع بالمحافظات تساعد في تعزيز الاستجابة وعمليات التخطيط قصيرة المدى، مؤكدةً أن رعاية الاطفال فاقدي الرعاية الاسرية او المشردين والمتسولين تتم وفق منهجيات «أكثر دقة واحترافية» من خلال اعتماد نظام إدارة الحالة لرصد حالة كل طفل والتعامل معها وفقا لخطوات منسجمة مع القوانين تضمن توفير أعلى مستوى ممكن من الحماية والأمان وذلك بالتعاون مع جمعيات المجتمع الأهلي.
وفي السياق يواصل مجمع لحن الحياة في منطقة قدسيا بريف دمشق مهمته بإدارة جمعية صندوق الرجاء منذ عام 2009 لتوفير الرعاية الدائمة والشاملة للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية من عمر يوم حتى انتهاء التعليم والحصول على عمل.
وبحسب لمى الصواف عضو مجلس إدارة جمعية صندوق الرجاء فإن المجمع يستقبل حاليا 130 طفلا من مختلف الأعمار ويضم مبناه أقساما بعضها مخصص لإقامة الأطفال وأخرى للفتيات وفئة الشباب إضافة إلى قاعات الأنشطة والملاعب المتنوعة.
في حين أشارت عضو مجلس الإدارة ندى غبرة إلى أن تعليم المقيمين يكون في المدارس العامة والخاصة والمعاهد والجامعات إضافة إلى تنظيم أنشطة اجتماعية لاستقبال أصدقائهم وأسرهم بهدف التواصل المجتمعي.
أما الذكور فتستقبلهم الجمعية ضمن مركز في قدسيا ويصل عددهم إلى 55 طفلا تقدم لهم الرعاية الصحية والنفسية والتعليمية وإعادة التأهيل لتصحيح سلوكياتهم الخاطئة فيما التعليم يتم عبر المنهاج باء الصادر عن وزارة التربية ضمن المركز لتعذر إرسال بعضهم إلى المدرسة كونهم بحاجة لعلاج نفسي وسلوكي.
وضمن مجمع الأمل أيضا يوفر معهد التربية الخاصة للإعاقة الذهنية بإدارة جمعية جذور منذ حوالي العام الخدمة ل24 طفلا يقيمون فيه إقامة دائمة حسب مديرة المعهد ساندرا ظواهرة موضحة أن الأطفال الموجودين من أعمار مختلفة وتقدم لهم الرعاية الصحية والنفسية ومؤخرا التعليمية عبر قاعتين صفيتين.
وأشارت ظواهرة إلى أن النتيجة تختلف حسب كل حالة لكن إجمالا يشهد معظم الأطفال تطورا عبر المتابعة والتدريب حيث تمكن البعض من الكلام بشكل جيد وتطورت حالات أخرى حتى أصبحت قادرة على الحركة.
وتشدد جمعية قرى الأطفال العالمية (اس أو اس) في تقرير لها في اليوم العالمي للطفل على دعم الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية بوجود عائلة محبة للأطفال.