ومع أن كل ما تم تلفيقه تم فضحه فيما بعد ويعرف العالم ذلك، لكن الأمم المتحدة ممثلة بمجلس أمنها وبإمرة الولايات المتحدة تعيد الكرة مرات ومرات، وثمة من يصفق لذلك ويهلل.
ولولا الميدان السوري الذي يحقق الانتصارات مع حلفائه ويرسم مستقبلا جديدا ليس لسورية وحدها، إنما للعالم كله, ويحبط أحابيلهم المتجددة، لولا ذلك لكانت منصة الامم المتحدة ومجلس أمنها أقرا أساليب التضليل نفسها,وعملا معا على تكريس ذلك تدخلا دائما بشؤون الدول الأخرى.
إنجازات الانتصار من دير الزور إلى الميادين والبوكمال، وعلى التوازي دحر داعش من العراق، ونهايته في سورية إلا من بقع جغرافية محدودة و هذا الواقع كله جعل الولايات المتحدة تعمل على ضخ المزيد من خططها، ودفعت بممولي الإرهاب إلى المزيد من العمل العدواني المباشر، مئات القذائف الغادرة على الآمنين بدمشق وأحيائها، وعلى مقربة من الاعداد للحوار السوري ـ السوري،في سوتشي تجهد الجماعات الإرهابية على تنفيذ ما يطلب منها، لعلها تحقق مالم تستطع تحقيقه قبل ذلك.
أما الولايات المتحدة وأمام مشهد دحر داعش, فقد أعادت العمل على تدوير بقايا داعش المهزومة كما فعلت ذلك مرات، وعدلتهم وراثيا، وانتقلت بهم من مقلب لآخر، تفعل اليوم الأمر نفسه، فما تحت الجبة إلا عصابات إرهابية تعمل بالأمر وتنفذ دون اعتراض، ومع أن الورقة هذه احترقت مرات ومرات لكنها ظلت قيد الاستعمال، وعلى مقلب آخر تسعى ممالك الرمال إلى مشهد آخر تريده أن يأتي على ما تبقى من علاقات حسن جوار مع الآخر، إلا مع الكيان الصهيوني فهي التي تسعى إليه جاهدة، وحين يصرح أحد إرهابيي الكيان الصهيوني أن المسؤولين السعوديين يقولون بلسان عربي ما تردده اسرائيل بلسان عبري فهما يعبران (المسؤول الصهيوني والسعودي) عما وصلت إليه العلاقات بينهما، وعلى ما يبدو أن التصعيد فيما سمى (جامعة عربية) ليس إلا تمهيدا لقرب إعلان الشراكة الحقيقية بين ممالك الأعراب واسرائيل من أجل تنفيذ ما تبقى من المخططات العدوانية.