ونقلت بي بي سي عن الصحيفة قولها في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان «لامبالاة السعودية تتسبب بالبؤس ودعم الولايات المتحدة يزيد الأمر سوءا»: إن ابن سلمان في عجلة من أمره، وكذلك كوشنر، وهما يشكلان معاً مزيجاً خطراً على المنطقة والعالم.
وكشفت الصحيفة البريطانية أن كوشنر قام نهاية تشرين الأول بزيارة سرية إلى السعودية، وهي الثالثة له منذ تولي دونالد ترامب السلطة والتقى خلالها بابن سلمان في مزرعة خاصة واستمر اللقاء حتى ساعات الفجر الأولى، وأعقب ذلك اللقاء ثلاثة تطورات كبرى في السعودية والمنطقة.
أولها حركة التطهير التي قام بها ولي عهد النظام السعودي في أوساط خصومه من أمراء بني سعود وكبار رجال الأعمال السعوديين، أما التطور الثاني فقد تمثل بالانقلاب الصامت في لبنان، في حين شكل التطور الثالث فرض تحالف العدوان السعودي الأميركي حصاراً خانقاً على الموانئ اليمنية ما يهدد بكارثة إنسانية في هذا البلد ليس لها مثيل، في ظل صمت دولي مطبق.
وإزاء هذه التطورات الناجمة عن تهور ولي عهد النظام السعودي لم يوجه البيت الأبيض للأمير المتهور أي انتقادات، بل على العكس من ذلك فقد عبر رئيس الإدارة الأميركية ترامب في تغريدة له على «تويتر» عن دعمه لحملة ابن سلمان ضد خصومه.
وأشارة الصحيفة البريطانية إلى القلق المتصاعد لدى الدبلوماسيين والعسكريين الأميركيين على حد سواء، بسبب العلاقة الخاصة بين كوشنر وبن سلمان، مستشهدة بما نقلته صحيفة النيويورك تايمز عن الدبلوماسيين والعسكريين قولهم: إن كوشنر لم يقدم لهم أي تقرير عن الاتصالات التي يجريها.
وترى الصحيفة أن كيفية إدارة الولايات المتحدة سياستها الخارجية هي شأن خاص بها، لكن حين يتسبب ذلك في زعزعة استقرار منطقة مضطربة أصلا فإن ذلك يصبح شأن الجميع.
وشددت الصحيفة في ختام افتتاحيتها على أن سلوك بن سلمان اللامبالي إلى جانب سلوك شريكه اللامسؤول في البيت الأبيض (أي كوشنر) يتسببان في أخطار، زاعمة أن السعودية تتعرض لضغوط ليس فقط بسبب التهديد الإيراني بل بسبب انخفاض أسعار النفط أيضا.