تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد زيارة تشيني للمنطقة ....بين وهم الأمن وهمّ السياسة

شؤون سياسية
الخميس 17/5/2007
د.سعيد مسلم

ما تزال السياسة الأميركية التي يديرها حاليا عن بعد فريق ديك تشيني حائرة بشأن الخطوة التالية لإنقاذ مشروعها الشرق أوسطي سواء اعادته الى مسار متقدم وصولا الى نجاحه أو على الأقل الخروج من متاهات الاخفاق والفشل التام ولصالح قوى إقليمية ودولية أخرى!

لهذه الأسباب كانت جولة تشيني الثالثة الى المنطقة وخلاصة ما حمله معه وأراد ايصاله لمن يعتبرهم حلفاء وأصدقاء هو سلة من الوهم وتحديدا وهم الأمن.‏

فهو حريص على اقناع الحلفاء بضرورة العمل من أجل خلق مناخ آمن يوفر للاحتلال استقرارا وهدوءا أي فكرة الاحتلال المريح وضرورة استمراره حفاظا على أمن المنطقة وبالتالي مصالح أسيادها.‏

ويريد أن تروج النخب الفكرية والثقافية والاعلامية والسياسية لفكرة الخطر الايراني والتهديد المحتمل نتيجة تطور القدرات التكنولوجية الايرانية ولم يرف له جفن أو ينبض عرق حياء في جبينه المكفهر أو ضميره المرحوم منذ وصول أول جثة جندي أميركي بعد غزو العراق..حين قالها بكل وقاحة إن الجدران العازلة ونسف الجسور بين المدن العراقية وتدمير المنازل بحثا عن الارهابيين وزيادة عدد القوات والخطط العسكرية الجديدة كلها بهدف تحقيق الأمن للعراق أولا وللخليج بدرجة أساسية.‏

وكي تنعم المنطقة بالاستقرار عليها تحقيق نجاح المشروع الأميركي بدلا من عرقلته.‏

الفكرة ببساطة أن تشيني وبوش وحلفاءهما باتوا غارقين في مستنقع الوهم وما الحديث الدائم عن الأمن وضرورات الاستنفار لتحقيقه بعيدا عن أي خطط سياسية أو مقترحات فاعلة تهدف الى لم شمل العراقيين وتوحيد صفوفهم والابتعاد عن زرع الفتنة المذهبية بين بعضهم وبين شعوب المنطقة إنما يقود ذلك الى زيادة التهور واستمرار الفشل.‏

وما محاولات الاستمرار في تقزيم أدوار قيادات المنطقة وشعوبها والاستخفاف الى درجة التسطيح بعقول ساستها ونخبتها إلا مشروع على رمال متحركة.‏

ويكفي تشيني وجماعته رسالة الرئيس الايراني أحمدي نجاد من الامارات العربية المتحدة عندما خطب في حشد جماهيري كبير وسط دبي مطالبا الأميركيين بالرحيل عن المنطقة.‏

والكف عن التذرع بتهديدات ومخاطر مزعومة وتصنيفات لمحاور شريرة أو طيبة لأن تلك الحجج لن تنطلي على أحد وما التصريحات الرسمية سواء التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز أو أجواء مباحثات الرئيس الايراني مع المسؤولين العرب والخليجيين خصوصا والتي يعترف بها الجميع بأن ثمن الاحتلال باهظ وأن شعوب المنطقة تخشى بالدرجة الأولى العنف والدم والفوضى والدمار التي جلبتها سياسة الاحتلال ولا تنظر الى ايران بأنها خطر مماثل بل يزيد على الخطر الصهيوني والأميركي حسب توصيف مروجي مشروع الهيمنة الأميركية.‏

وبات الجميع يعرف كيف تنهب الثروات وكيف تزرع فرق الموت ومن ينفذ أعمال التفجير والتخريب وما هو دور شركات الأمن المزعومة التي تجند آلاف المرتزقة للقيام بأعمال تخريبية ويدرك الجميع معنى ابتعاد الإدارة الأميركية عن طرح القضايا السياسية على طاولة التفاوض والحوار مع دول المنطقة فهي لا تريد الاستقرار الحقيقي ولا تريد الوحدة الوطنية ولا تريد توزيعاً عادل للثروات إنها تريد عكس ذلك وعلى دول المنطقة وخاصة حلفاءها مساعدتها لتمكينها من قتلهم أو ما يعرف قتل النفس وتجنيب المحتل الأميركي التعرض للمخاطر بأن يقوم أبناء المنطقة بالاقتتال فيما بينهم ودفع الأذى عن الأميركيين وطلب النجدة منهم لحمايتهم والحفاظ على أمنهم كما يروجون تلك هي لعبة ما يسمى وهم الأمن بدلا من الانشغال بهم السياسة ومتطلباتها لأن الدخول في حيثيات المعمل السياسي الصحيح يعني إقرار الولايات المتحدة وحلفائها بضرورة اجتثاث السبب الرئيسي لكل مشكلات المنطقة ألا وهو الاحتلال ,وعند ذلك ستجد المنطقة نفسها بعيدة عن التهديدات وسيجد المحتل نفسه في جغرافيتيه الطبيعية والتي خرج منها لغزو الأراضي والشعوب وأنه وجد الأمن المفقود وهذا بحد ذاته ليس أمرا معقدا والكل قادر على إنجاز استحقاقاته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية