برفع مستوى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وبهدف تأهيلهم ودمجهم في المجتمع كانت جمعية الرجاء بمدينة بانياس وهي فرع من جمعية الرجاء الأم بدمشق فقد تأسست عام 2003 وعن أهم الخدمات التي تقدمها الجمعية وعن نشاطاتها وطموحاتها وصعوباتها حدثتنا السيدة فريدة الياس رئيسة مجلس الإدارة بقولها: انطلاقاً من إنسانية الإنسان وبغض النظر عن اعاقته فهو قادر على العطاء وللاندماج مع أبناء جيله الأصحاء تماماً مثله مثلهم ففي بداية قيام هذه الجمعية اعترضتنا صعوبات عدة منها على سبيل المثال المادية .
وقد عانينا الكثير لكن بصبرنا وبمساعدة أهل الخير المستمرين معاً بشكل شهري حتى ولو بمبالغ قليلة لكننا مستمرون بأداء هذه المهمة التي قامت الجمعية لأجلها, كما كانت صعوبة تقبل الأهل بارسال أطفالهم الى الجمعية ليقوم مشرفون ومعلمون من ذوي التدريب والاختصاص بالاهتمام بهم لكن بسبب عادات اجتماعية ما ليست سليمة يعتقد الأهل بأن هذا المعوق هو عقاب من الله لهم لا يجوز أن يخرج هذا المعوق من البيت متناسين بذلك أن هذا المعوق إنسان شأنه شأن الإنسان الصحيح لديه رغبات وطموحات وقادر على العطاء والتميز أكثر من الإنسان الصحيح أحياناً وكم هناك من أديب ولد كفيفاً . لقد عانينا جداً من هذه المسألة لكن بفضل جهود المدربات والمشرفات استطعنا خرق جدار هذه العادات ليصبح أطفال الجمعية 30 معوقاً تتراوح أعمارهم ما بين (4-12) سنة منهم 7 منغوليين و10 متخلفين عقلياً و13 من الصم والبكم.
وتقدم الجمعية خدماتها حسب نوع الاعاقة فالاعاقة الذهنية نقوم بتهيئة الأطفال للسلوك وليكونوا قادرين على خدمة أنفسهم مستقبلاً كي لا يبقوا إعالة على الآخرين.
وفي الاعاقة السمعية يتم التدريب على النطق من خلال تصحيح عيوب الكلام (نطق- اشارة) من خلال معلمات متدربات خضعن لدورات عديدة في مدينة دمشق للتعامل مع هؤلاء المعوقين ليتواصلوا مع مجتمعهم بشكل أقرب الى سلوك الأطفال الأصحاء.
أما هدف الجمعية الأسمى فهو تمكين المعوق من الاندماج في المجتمع دون أي تأثير نفسي وتقديم خدمة للأهل والأسرة التي لديها طفل معوق عن كيفية التعامل مع ابنها وتكريس مفهوم أن هذا المعوق شأنه شأن أخيه السليم من حقه الخروج والتعلم والدخول للجامعات أيضاً كي تستطيع بعض الأسر التخلي عن المفهوم المتخلف بأن طفلها المعوق يحب أن يبقى بين أربعة جدران.
طموحاتنا كبيرة وهي تلبية حاجات كل المعوقين في المستقبل ويتم هذا من خلال تضافر جهود أهل الخير لمساندة الجمعية ودعمها ومن أهم نشاطاتنا تقوم الجمعية منذ نشأتها باقامة غداء خيري سنوياً ومعرض فني يشارك فيه أطفال الجمعية.