تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أتخمتنا ديمقراطيتكم

منوعات
الخميس 17/5/2007
سليمان حداد

مضى على احتلال العراق أربع سنوات وستة وخمسون يوما ولقد حققت ديمقراطية بوش حتى هذا اللحظة من قتلى وجرحى وهاربين ولاجئين نحو خمسة ملايين والقتلى يقارب المليون.

بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب الوحشي, يرفع بوش شعار الديمقراطية ويتشدق بها.‏

إن خسائر العراق حتى الآن هي خمس عدد سكان العراق بين قتيل وجريح ومشرد بالإضافة إلى الدمار الكامل للبنية التحتية العراقية.‏

لكن الإدارة الأمريكية لاتزال حتى هذه اللحظة تتجاهل عمق هذه الجريمة ومسؤوليتها والنهاية السوداء لها وستكون تاريخا اسود إلى الأبد في عهد الرئيس بوش وسيكتب الكثيرون من الأمريكيين عن هذه الحروب.‏

وزيارة بيلوسي الأخيرة لدمشق وهي غير آبهة باحتجاجات البيت الأبيض لأنها(أي بيلوسي) مسلحة بأغلبية نيابية في المجلس النيابي والشيوخ, هي صرخة لتصحيح سياسة أمريكا في العالم الخارجي بعد الذي تلقته من إخفاقات ذريعة في حقبة بوش وبطانته, والنزيف المعنوي الذي توصف به سمعة أمريكا على يد نخبة سياسية محافظة ومتطرفة وهي حقا لا تعرف من السياسة إلا الحرب وتنمية معسكر الأعداء.‏

أمريكا بدأت في مقاطعة سورية وطلبت من أصدقائها إن بقي لها أصدقاء مقاطعة سورية منذ عام 2003 لأسباب وهمية وخيالية مبنية على قائمة من الاتهامات منها رعاية الإرهاب ويقصد بهذه العبارة المقاومة الفلسطينية وحزب الله, وتسهيل تدفق السلاح والمقاتلين إلى العراق عبر الحدود .‏

وبذلت كل جهد ممكن لعزل سورية بهدف ارضاخها لكن كل السهام التي وجهت لسورية ارتدت على راميها.‏

صحيح أننا في سورية مستعدون أن نذهب مع أمريكا إلى أبعد من ذلك لاخوفا منها ولا رغبة منا أن نحتمي تحت المظلة الأمريكية فلا شيء نخاف منه, ولا ثقة لنا بأن أمريكا تحمي الشرفاء وبنفس الوقت لا نثق بكل ما يصدر عن الإدارة الأمريكية ولاسيما المحافظين الجدد الذين ادخلوا المنطقة بفوضى ليس بالسهولة الخروج منها ونحن نقول اليوم إذا ما أرادت أمريكا فعلا عدم قطع الخيوط مع سورية فعليها أن تدرك أن سورية تتمسك بثوابت وهي تعرفها جيدا, وأي تفكير أو رغبة بعدم تقطع الخيوط, يتطلب من أمريكا الإقرار بهذه الثوابت التي لايمكن المساومة عليها وهي مبادئ لا يمكن التخلي عن أي جزء منها مهما كان هذا الجزء صغيرا, وعلى أمريكا أن تدرك أهمية سورية ودورها, ولا سلام في المنطقة دون سورية.‏

ومن هنا أستطيع أن أقول إن هناك لاعبين هامين في المنطقة لايمكن تجاهلهما وهما سورية وإيران وهذا ما جاء في خطة أو نصيحة بيكر هاملتون.‏

إن أمريكا اليوم لا تستطيع الاستمرار في احتلال العراق وترصد له الأموال والعدة العسكرية والخسائر بالأرواح ومما لاشك ولاجدل فيه أن أمريكا ستجد نفسها مرغمة على الانسحاب من العراق وقد يكون انسحابها شبيها بانسحابها من فيتنام , وليس هناك من يؤمن أن أمريكا ترغب باستقرار الأمن في المنطقة.‏

وأمريكا اليوم بأمس الحاجة إلى سياسة عادلة ومتوازنة في فلسطين المحتلة وفي الجولان المحتل وفي لبنان وفي العراق النازف , هذه الأمور يجب أن تكون جميعها ضمن سلة واحدة لايمكن تقديم واحدة على الأخرى وباختصار أمريكا في مستنقع ولا تستطيع الخروج منه إلا في إطار السلام العادل والشامل في المنطقة , وبتحديد زمني سريع لانسحابها من العراق.‏

إن سورية اليوم ترفع صوتها عاليا كما رفعته بالأمس وبالأمس البعيد إنها لن تقدم أي تنازلات وتسعى لإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة, الذي يعيد كافة الأراضي المحتلة ويقر بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 هذه شروطنا للتعاون الكامل مع أمريكا, وعذرا فهي ليست شروطا إنما هي حقوق وإذا ما أراد البعض تسميتها الشروط فليكن لأنها حقوق مشروعة.‏

وهنا يأتي السؤال ما المطلوب من سورية وما المقابل الذي يتعين دفعه لدمشق?‏

أما المطلوب من سورية فقد أصبح معروفا لدى الغادي والبادي وهي كلها طلبات تعجيزية ابتدأها كولن باول عام 2002 مع طرح محاسبة سورية.‏

وبعد الاحتلال جاء باول في 3 أيار 2003 لإقناع سورية باتخاذ بعض الإجراءات المتنافية مع مبادئنا وقيمنا , ثم قال وبلغة التهديد نحن أصبحنا في الحدود الشرقية السورية , وفعل كما فعل الجنرال غورو حينما وقف أمام قبر صلاح الدين وقال ها قد عدنا ياصلاح الدين .ونحن اليوم نحب أن نوضح الآتي:‏

1- نحن مع المقاومة الفلسطينية والعراقية واللبنانية طالما بقي الاحتلال.‏

2- وإذا لم يكن هناك حل سلمي لقضية الجولان فلا بد أننا أيضا مع المقاومة السورية المنتظرة في الجولان.‏

3- سورية لن تكون شرطي حراسة وحماية للاحتلال.‏

4- سورية لن تقبل بالتحرك من خندق لآخر ولن تتخلى عن أصدقائها.‏

5- لماذا تصر أمريكا وأصدقاؤها في المنطقة على حد سواء على الابتعاد عن الدول المتحالفة معنا من أجل تحرير الأرض واستعادة الحقوق وما الثمن?‏

6- إن وضع جميع المشاكل في سلة واحدة هو الحل الوحيد.‏

أمريكا تدرك وتدرك سورية أيضا والعالم كله أن أمريكا غير قادرة على الخروج من مستنقعها في العراق دون حوار جدي مع سورية وإيران أولا والدول المجاورة الأخرى ثانيا.‏

وعلى أمريكا أن تدرك أيضا أن استقرار العراق سياسي أكثر بكثير مما هو أمني وأمريكا اليوم بأعماقها تريد أن تلغي أي دور سياسي عراقي ضمن ثوابتها.‏

ومن المهم جدا توزيع السلطة وتقاسمها في النطاقين الطائفي والسياسي وعودة جميع الشرفاء العراقيين ويجب إيقاف طرح موضوع الاجتثاثات ووقف مطاردة هؤلاء الناس الذين تحولوا جميعهم إلى مقاومة.‏

على أمريكا أن تدرك جيدا وتعترف بسياستها الخاطئة في العراق وأن تعترف أيضا بفشل خطة عزل سورية وأن سورية هامة جدا بالمنطقة وتحتفظ بدور فعال.‏

وعلى أمريكا أن تدرك أيضا أن عودة الحوار مع سورية بشكل فعال ومفيد يتطلب مناقشة جميع القضايا العالقة ووضعها كما قلنا سابقا في سلة واحدة-الجولان ذلبنان-فلسطين-العراق.‏

إن سورية هي جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة وتبقى سورية هي بيت القصيد ومركز الاهتمام ونوعية في أهميتها وهي الجهة الوحيدة التي تمر من خلالها الحلول وهي حاضنة المقاومة , وتجمع لجميع الطوائف والمقر الهام للاجئين العراقيين الذين قارب عددهم المليونين مرحبة بهم , فاتحة ذراعيها لهم ولكل عربي مظلوم , وهي مركز اجتماع الطيف العراقي من سنة وشيعة وأكراد.‏

وأخيرا‏

1- إننا نناشد الشعب العراقي بكل أطيافه أن يقف صفا واحدا وفي خندق واحد سنيا, شيعيا, مسيحيا, كرديا ويقول لا للاحتلال.‏

2- أن يجمع كل الناس حتى المتطرفون سواء كانوا من اليمين أم من اليسار, المقاومين الشرفاء وأهمية تشكيل إجماع وطني عراقي يضم كل الأطياف وينصح المتطرفين بالكف عن قتل العراقيين الأبرياء.‏

3- العودة إلى الجيش النظامي العراقي.‏

إن إجماع هؤلاء الناس واجتماعهم على طاولة واحدة ومناقشة كيفية خروج العراق من برك الدماء اليومية ثم إنهاء الاحتلال الأمريكي هذه هي الخطوة السليمة التي تؤمن السلام والأمن والاستقرار وتعيد ملايين العراقيين الشرفاء الهاربين من الموت إلى ديارهم وتخرج الغزاة من عراقنا الحبيب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية