وأصبح ما يعرف( بهارات) الخبر الإعلامي, ضرورة لازمة لكل معلومة أو حدث..
الفقراء المساكين يشغلهم اليوم ما يتردد في الإعلام عن الدعم الحكومي للمواد التموينية, بحيث تراءى لهم أن هذا الدعم أصبح من أولويات الفريق الاقتصادي الحكومي, وأنه لن تمضي أيام حتى يصدر القرار بإلغائه تاركاً المجال لتوفير السلع التموينية من السوق وبالأسعار الحرة, التي ستعني حتماً زيادة أكثر من 100 % على سعر تلك المواد وأهمها (السكر -الرز) صحيح أن السيد وزير الاقتصاد برر سبب وقف توزيع المواد التموينية بآلية المناقصات التي تمتد أحياناً لأكثر من 45 يوماً إلا أن الناس ونحن منهم يعرفون جيداً أن مخازن المؤسسة الاستهلاكية مليئة بالمواد ويجري تخزينها منذ أكثر من ثلاثة أشهر, ولا يمكن البناء على هذا التبرير!!
البعض بدأ الحديث عن تفكير الحكومة بطريقة جدية وجديدة لايصال الدعم إلى مستحقيه, والفقراء يقولون: لا نعتقد أن الأغنياء يبحثون عن كيلو رز أوسكرفي مجمعات الدولة وبالسعر المدعوم, وهم أصلاً لا يفضلون لون السكر المدعوم ولا طعم الرز القصير..
رفع الدعم عن السلع التموينية, والغذائية حصراًسوف يرفع وتيرة الامتعاض الشعبي, ومهما كانت آليات التعويض فلن تمنع زيادة حال بؤس الفقراء ومعيشتهم.. البعض يتساءل هل بيننا من هم بحاجة أصلاً إلى سكر أو رز تقدمه الدولة شهرياً بسعر زهيد.
الجواب هناك الآلاف الذين لن يستطيعوا تحضير وجباتهم اليومية البسيطة إذا مازادت أسعار هاتين المادتين أماعن رفع أسعار المازوت والغاز فلا داعي للحديث لأن الفقراء حينها لن يتأثروا بالبرد أو إشتعال الأسعار وستكون الطبيعة بخيراتها من الأعشاب والنباتات مخزناً إلهياً لهم لن تطوله يد الحكومة دعماً كان أم ترشيداً..