يأتي كحلقة من مجموعة مقالات نشرتها الصحف العربية المتعددة عبرت عن مواقف من خطط الغزو والاحتلال.. بلا شك نشر هذه المقالات إنما هو:
- موقف وإشهار رأي وتثبيت شهادة للتاريخ في كشف مخطط الغزو والاحتلال وأهدافه الشريرة التي تفضح نواياه العدوانية ضد الشعب العراقي ومحيطه العربي والإسلامي.
- صوت وبيان ضد الحرب والاحتلال, من أجل غد أفضل وحياة كريمة لعراق حر وشعب يعيش حرية وديمقراطية حقيقية غير مستوردة, ويسهم بنضالاته الوطنية في تعزيز صلاته العربية والدولية واحترام القانون والأمن والسلام في العالم.
- شرح زمني لما حصل للشعب العراقي من عدوان سافر وجريمة حرب لم تتوقف ملىئة بالفضائح والجرائم.
يتألف الكتاب من 250 صفحة توزعت على 74 مقالة بدأت بعد سقوط التمثال واجتياح الدبابات الأميريكية عاصمة الرشيد بغداد وإعلان استكمال الاحتلال.
لقد استطاعت هذه المقالات أن تسلط الضوء على عدد من الأمور الهامة والتي تتركز حول:
- الكلام الوحيد بين ركام الإعلام الأميركي, البريطاني, الصهيوني مملوء بالزيف والمبالغة والتبجح والاستعلاء... أنهم لا يعرفون متى تنتهي الحرب المشتعلة على أرض العراق.. بالتأكيد الحرب ستنتهي فور انسحاب القوات الأجنبية الغازية وإعادة العراق إلى أبنائه المخلصين .
- تشير الاعترافات المعلنة للحكومة البريطانية بمسؤوليتها بما يحصل الآن في العراق وفلسطين إلى إقرار رسمي بجرائم تاريخية ضد القانون الدولي والأعراف الإنسانية وضد الأمن والسلم الدوليين.
- اتفقت جل الآراء القانونية والحقوقية والسياسية الدولية المسؤولة عن وصف الحرب الأميركية- البريطانية على العراق بأنها حرب عدوانية لا قانونية ولا أخلاقية, وعملية غزو عسكرية بكل المعايير مع إدانتها وتشخيص مراميها في احتلال البلد ونهب ثرواته وتقسيمه.
- أوضحت عمليات الإبادة المنظمة للتراث الحضاري الإنساني بمهد الحضارات أهداف الغزو والاحتلال الثقافية والإنسانية, وكشف أساليب التخريب المتعمد في المؤسسات والمراكز الثقافية العراقية. إنها جريمة معاصرة وتدمير لتراث بلاد ما بين النهرين (وحماية فقط لوزارة النفط العراقية).
- يقول الصحفي البريطاني روبرت فيسك: يوم دخل الأميركيون لبنان في الثمانينات شوهدت عبارة الموت لأميركا في شوارع بيروت بعد عام من الدخول.. واليوم تشاهد نفس العبارة في شوارع بغداد ولكن بعد شهر واحد فقط من الغزو.
- النفي للحقائق الجديدة.. وخلط الأوراق بما هو أبعد عنها هو سياسة بلير ومثله الإدارة الأميركية في تلاعبها بمعلومات المخابرات الأميركية التي بدأت هي الأخرى بالتنسيق مع المخابرات البريطانية مراجعة الملف ومناقشة تصريحات متتالية لعصابة المنتفذين في الإدارة الأميركية.
- اتخذت أسلحة الدمار الشامل العراقية ذريعة معلنة للإدارة الأميركية والحكومة البريطانية لشن حرب ضمن مبدأ بوش في الضربات الوقائية حتى صار معلوماً أن واشنطن ولندن شنتا الحرب على العراق ضمن استراتيجية مرسومة سلفاً وبتزوير الوثائق في محاولة لإقناع الرأي العام.
ما أن دخلت القوات الأميركية والبريطانية مدناً وقرى العراق حتى سادت الفوضى والسرقة والنهب وفقدان الأمن والسلطة كما ساد استفهام وترقب غير محسوب تصحبه خيبة وانكسار وانكفاء.
- ما يحدث الآن بالعراق يحتاج إلى مناصرة الشعب العراقي بالتخلص من الاحتلال ومصالحه وقوانينه وقوات تنفيذه العسكرية والإعلامية والسياسية والثقافية والاقتصادية, ومن هنا فالتساؤل مشروع: أين التضامن العربي والإسلامي اليوم وليس غداً?
- أليست قوات الاحتلال مسؤولة قانوناً عن الأمن والأمان ومكلفة بها رسمياً حسب اتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة? فلماذا تعجز- أو تدعي ذلك -عن كشف الفاعلين للأعمال الفظيعة والممارسات الوحشية التي تسود مدن وقرى العراق.
- في سياق البحث عن مبررات الحرب غير المكشوفة والتي يحاول كثيرون تغطيتها بوعي أو بجهل حيث لم يجر السؤال عن ماذا تحتوي أوراق المخططات الاستراتيجية التي وضعتها عصابات البنتاغون وأجهزة المخابرات ومعاهد الدراسات المعروفة الأهداف والمشاريع بعد الاحتلال?
إن القوات الأميركية في العراق تتعرض يومياً إلى هجمات فدائية.. ولا يبدو أن هناك نهاية تلوح بالأفق لهذا الوضع.. ويتساءل الشعب الأميركي كم سيبلغ عدد القتلى الأميركيين بالعراق?
تشير إحصائيات الضحايا والشهداء العراقيين إلى أرقام غير قليلة ويعدون بالآلاف منهم أطفال ونساء وشيوخ صرعوا برصاص قوات الاحتلال أو بواسطة السيارات المفخخة التي ترسلها القيادات الأميركية الميدانية القابعة في المنطقة الخضراء من بغداد.
- إن ما يحدث في صفوف سلطات الاحتلال والمتعاونين معها يبين المأزق والورطة الأميركية فإذا وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم فكيف سيكون إذا تصاعدت المقاومة كما ونوعاً وتطورت بشتى السبل ووسائل الكفاح? وهي في الطريق إلى ذلك.
- الواقع المرير الذي يعيشه الشعبان العربيان (العراقي والفلسطيني) اليوم تحت محنة الاحتلال العسكري والعقوبات الجماعية يكشف زيف استخدام بوش وأركان إدارته لمفاهيم الحرية الديمقراطية في ظل القتل والدمار والتخريب والسجون ووجود القواعد العسكرية.
- كتب المحلل السياسي وليام فاف في 13/12/2003 إن الاعتراف الصريح بهزيمة وخيبة ضروري فهي هزيمة سياسية أولاً وعسكرية ثانياً بسبب تصاعد الضربات العسكرية الموجعة التي تلقتها القوات الأميركية حيث أسفرت هذه الضربات عن منع الولايات المتحدة من إضفاء أي نوع من الشرعية على مستقبل العراق الغامض.
- خلاصة تقارير المنظمة الدولية تؤكد أن الشعب العراقي لم ينعم بحقوقه الإنسانية لا في النظام السابق.. ولا في ظل الاحتلال.. ولم يبق أمامه إلا تصعيد النضال للتحرر الوطني من الاحتلال, وقيادة أموره بنفسه وإدارة بلده وتخطيط مستقبله.
ما حدث في الفلوجة دق ناقوس الخطر في البنتاغون والبيت الأبيض.. الأمر الذي دفع كاتب افتتاحية الهيرالد تريبيون انترناشونال اعتباره كوابيس جديدة تعيد للذاكرة المرعوبة من فيتنام ولبنان والصومال. إن ما حدث في الفلوجة والنجف وأبو غريب نموذج أميركي صارخ للديمقراطية المزعومة.
- سؤال هام يطرح نفسه بقوة: لماذا الحرب المعلنة.. قتل وتدمير واغتيالات واعتقالات هنا في العراق وهناك في فلسطين.. سياسة متوافقة متزامنة? لماذا استغراب النشاط الإسرائيلي والدور الصهيوني في العراق? من أنكر ما ورد فيه? ومن قلق منه ودعا إلى مواجهة أخطاره?
إن الحرب والإصرار على الكذب والخداع سياسة استراتيجية جديدة وسابقة غير معهودة بهذا الشكل في الزمن الراهن تضع العالم كله أمام مسؤولياته,وأمام وضع آخر لا نظام فيه ولا يتمتع بأية قرينة إنسانية وأخلاقية و قانونية, وتكشف العالم أمام مشاريع خطيرة لامبريالية مدمرة.. موت مجاني من الطبيعة الصماء والأسلحة العمياء والرأسمال المتوحش.