تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حقيقة ( الزباليط) بين محمد صبحي (أبو غنيمة) وعبد السلام العجيلي

اضحك من عقلك
الأربعاء 15/2/2006م
هاني الخير

هذا الجسم المكور والمدور, وأمامه بوق (النارجيلة) وفي فمه حبلها الطويل يناجيه ويناغيه, ثم يتحدث همساً وجرساً, كأنه النسمة الطيبة والنغمة الشافية..

والدكتور محمد صبحي غنيمة, بالرغم من أنه أردني الجنسية, وعربي القلب والفؤاد والهوى, فقد عاش مدة طويلة من الزمن في دمشق, وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر), وله عشرات المواقف الوطنية الجريئة ضد التواجد الأجنبي بأشكاله كافة في المنطقة العربية.‏

وكان للدكتور صبحي نشاطات أدبية وصحفية, تجلت من خلال نشره لمئات المقالات والحكايات والخواطر في الصحافة الدمشقية, ولاسيما في صحيفة( الأيام) وفي مجلة (التبغ).‏

والحق فإن كل كلمة يخطها الدكتور محمد صبحي أبو غنيمة في الأدب, وحتى في العلم صيغت لتنشد في المجالس والندوات ويمتاز أيضاً بخفة دمه وضحكته الفريدة والتي ينهز لها بكليته كلما أطلقها بعد سماعه نكتة حلوة, وعرف عنه تقبله للمقالب مهما كانت ساخنة أو باردة.. ومن أراد الاستزادة فإننا نحيله إلى كتابيه:(من الأيام) و(نظرة في أعماق الإنسان). ففي الكتاب الأخير من الجمال ما يسكت الألسنة, ومن البهاء ما يحس المرء أمامه أنه من العسير محاولة وصفها, أو تحليلها, لأنها متسربلة بالأحاسيس المرهفة والبلاغة الطليقة.‏

يقول الدكتور صبحي عن( الزباليط) مامعناه:‏

( لقد دخنت كل أنواع التبغ, ماعدا الحشيش طبعاً, ولكنني صديق( للشيشة) منذ أكثر من ثلاثين سنة, لا يوجد (تنبكجي) واحد في دمشق لم يربطه حبل( الشيشة ) بصداقتي. فأنا استلطفها وأرى فيها ظرفا وشعرا ولا أراه في السيجارة. ولذا فأنا معجب بها وبما يقال فيها, وأحفظ أكثره, ومن ذلك قول الشاعر العراقي الحبوبي:‏

ونار جيله تهدى بكف رشا حلو الدلال رشيق القد مياس‏

ظلت تعربد في كفيه شاربة من ريقه العذب لا من نهلة الكاس‏

ولم يقهرني إلا أعرابي بقوله:( شريبة التنباك صاروا زباليط والكيف للّي يشربون السيجارة!. ومع أني لا أزال أبحث عن حقيقة( الزباليط), ومع أن (الزبلطة) لا تتفق مع الوجاهة بكثير أو قليل, فكل ذلك لم يوقع بين الشيشة وبيني).‏

و في هذا ا لشأن يقول الدكتور عبد السلام العجيلي ما لفظه:( الذي سمعناه عن أشياخنا أن البيت ورد هكذا( شريبة التنباك صاروا سمروت.. والكيف للي يشربون السيجارة). والسمروت هو الإنسان الهزيل المتهدم. وهكذا فشريبة التنباك. على ذمة الأعرابي, صاروا كلهم سمروت! والمعذرة من الصديق الكبير د. أبو غنيمة,وهو شارب التنباك المشهور, الذي تساءل عن معنى( زباليط).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية