التي اعترضت طريقهن والتي طالت كل مستويات حياتهن حيث الزمن عشرينات القرن الماضي, فهناك عقبات اجتماعية وسياسية وثقافية ولم تقو أعتى الظروف على مشاركتهن وجاهدن في كل مرحلة عاشها الوطن فقدمن ضروباً عديدة من التضحية والنضال والعمل, وخرجت الكثيرات عن المألوف فلم تكتف المرأة بدورها في أسرتها, وقد أهّلها وعيها السياسي والثقافي لتشارك على كافة الأصعدة بدءاً من المظاهرات النسائية ضد المستعمر وانتهاء بإنشاء الجمعيات النسائية التي حملت أهدافاً عديدة على عاتقها كرفع سوية وعي المرأة من الناحية القومية والاجتماعية والوطنية ومحاربة المستعمر, من تلك الجمعيات (جمعية يقظة الفتاة العربية) وقد وصلت المرأة في تلك الفترة نتيجة إحساسها بمسؤوليتها حد المشاركة في المجال العسكري لتعطي صورة ناصعة عن ثورتها التي تهدف إلى المساواة مع الرجل في السراء والضراء كحق وواجب وكان الجهاد طريقها إلى جانب الرجال الذين دافعوا عن كرامة الوطن وضحوا بأنفسهم, من تلك النسوة والتي سجلت نقطة علام مهمة في تاريخ المرأة السورية واستثناء مضيئاً هي السيدة (نازك العابد) التي كانت نموذجاً للتضحية والجرأة والإقدام, شاركت في معركة ميسلون كأي جندي إلى جانب مجموعة من المقاتلات في المعركة في إطار منظم تحت لواء جمعية نسائية هي (النجمة الحمراء) وقد أسست لهذا الهدف وكانت (نازك العابد) برتبة نقيب في الجيش العربي السوري, حصلت عليها بموجب المرسوم 1672 تاريخ 17/7/1920 حيث جاهدت وسعت كثيراً للحصول عليها.
كما استشهد من الجمعية الكثيرات على أرض المعركة ولم تكتف تلك الجمعية التي ترأسها نازك العابد بالمشاركة أثناء الحرب وكان لها النشاط الاجتماعي والإنساني, تزور المشفيات وتقوم بأعمال التمريض الطوعي والإسعافات ويدل ذلك على مقدرة المرأة السورية وإمكانيتها على القيام بأصعب المهمات للنهوض بكل مجالات الحياة ترجمة لوعيها بدورها ومسؤوليتها.