|
جهات الكتابة ...في المرة العشرين تتحول الملهاة الى مهزلة آراء
ولنأخذ على ذلك مثلاً الإدانة الأميركية الرسمية ضد نشر الرسوم.. لقد طفا من جديد الصراع القاري المتجذر بين عالم قديم أو عجوز على حد تعبير رامسفيلد وعالم جديد يواكب العصر.. فرغم كل انتهاكات النخب العسكرية الأميركية ضد المسلمين والإسلام ولا سيما القرآن الكريم الذي يتصدر قائمة مرجعياتنا المقدسة.. رغم ذلك لم يتوان البيت الأبيض عن استثمار الحالة العاطفية بادانة بدت تكفيراً(من كفارة بعد ارتكاب الكفر) عما سبق, فزادت من تأجيج المشاعر وتأليب الجمهور.. وهذه حركة سياسية لم تلبث أن انقلبت على أميركا نفسها, فقد صوب محتجون أفغانيون من اتجاه المظاهرة التي انطلقت بالأساس لإدانة الرسوم الكاريكاتورية الى اتجاه آخر وساروا رأساً نحو أكبر قاعدة أميركية في البلاد للتعبير عن رفضهم الاعتداء على الحرمات الوطنية كجزء من محرمات لا يجوز المساس بها. هل تذكرون نكتة الغافل الذي فوجئ بعشرين صفعة على وجهه..? تذكرت الطرفة وأنا أقرأ المقالة الافتتاحية لعدد سابق من (النيوزويك) بعنوان (لقد فوجئنا مرة أخرى) وفيها يعدد الكاتب المرات التي تفاجأت بها أميركا من صعود الإسلام السياسي أو الطفرات في تعبيراته السياسية منذ سقوط الشاه الى صعود حماس.. لكن الكاتب يحيل الظاهرة الى أخطاء تكتيكية في تحالفات أميركا مع القوى على الأرض, وما أدت إليه هذه التحالفات من غض النظر عن قمع توازى مع فساد لم تصمد أمامه إلا رابطة المتشددين..? فهل نسي أم تناسى أن الاحتماء بثواب الآخرة في مواجهة عذاب الدنيا, ترافقت على الدوام مع مصادرة أميركية لاستقلال القرار الوطني, بل ومع حضور أمني وعسكري واستخباراتي مستفز للمشاعر الوطنية والعنفوان القومي.. ولنتلفت حولنا جيداً? هل استطاعت حركة أصولية أن تجيش الشارع أو تحضر كقوة استقطاب في ساحة غاب عنها الحضور الأميركي المباشر والمستفز بالتالي..? لكل ذلك لم أفاجأ هذه المرة إذ حرفت أميركا إدانتها من فعل نشر الرسوم الى دول بعينها لأنها شهدت تعبيرات احتجاج غاضبة.. لكني آمل أن تفهم القوة العظمى هذه المرة لماذا غيرت المظاهرة الأفغانية من اتجاهها صوب القاعدة العسكرية الأميركية.. فتحول التعبير عن الاحتجاج الديني الى رفض dianajabbour@yahoo.com ">سياسي. dianajabbour@yahoo.com
|