فالكل يتحمل مسؤوليتها وليس ترامب وحده، وإن كان هو من أطلق رصاصتها الأولى، وبكل وقاحة وبلا شعور بأدنى ذنب حاول التهرب منها، حيث الأمثلة كثيرة بوقائعها المسموعة والمكتوبة والمرئية.
حالة من الانفصام والانفصال أصابت العقلية الرئاسية الأميركية متمثلة بترامب الذي يبدو بسياساته الفوضوية يثير الكثير من هذا، فقد أكد الناشط والمحلل السياسي الأميركي مايلز هوننيغ أول أمس أن الحالة العقلية للرئيس الأميركي دونالد ترامب محل شك بالتأكيد بعد قوله بأنه الشخص الأقل عنصرية في أي مكان في العالم.
ونقلت قناة (برس تي في) في مقابلة عن هوننيغ قوله: من المثير للشفقة حقاً أن يتمكن الرئيس ترامب من الظهور على الهواء ويدّعي أن إدارته قد فعلت أكثر من أي جهة أخرى لمنع العنف المسلح، وينكر أيضاً أي صلات بحركة التفوق الأبيض العنصرية المتنامية وتشجيعه لها.
وأوضح أن ترامب كان يقول: إنه ليس للكراهية مكان في بلادنا.. ومن السهل عليه قول ذلك، لأنه ينكر دائماً أنه سبب رئيس لمثل هذه الأعمال العدائية، ذلك أن الأنا لديه متضخمة بشكل لا يصدق، ولديه الاعتقاد بأنه لا يخطئ، وأنه هو الحل لجميع المشاكل، مشيراً إلى أن ترامب شخص مشكوك في عقليته، وبالتأكيد فإن بإمكانه قول أشياء سخيفة كهذه.
وبين أن الحزب الديمقراطي لا يخلو من الذنب أيضاً، حيث كان مؤيداً قوياً للنظام القضائي العنصري مثل الجمهوريين، من دعمهم للسجون إلى معارضة إصلاح الكفالة، كل منها قائم على العنصرية والانقسام الطبقي، وعلى سبيل المثال، جمعت هيلاري كلينتون أموالاً كثيرة من هذه الصناعة، واليوم يتعيّن على كامالا هاريس أن تدافع عن دورها كمدعية عامة تقوم على الكثير من أحكامها ومحاكمتها على أسس عنصرية.
هذه العنصرية كانت أيضاً أحد تحليلات صحيفة الغارديان فتحت عنوان «كلمات ترامب مهدت السبيل أمام إل باسو»نشرت مقالا للكاتب ديفيد شانزر»، في إشارة إلى الحادث الذي قتل فيه مسلح 22 شخصاً داخل متجر بولاية تكساس الأميركية، حيث يفند الكاتب حجج أنصار ترامب، في مواجهة الرأي القائل بأن كلماته وأفعاله ساهمت في ما حدث في مدينة إل باسو.
وأوضح أن حجة أنصار ترامب الأولى بأن الرئيس لا يتحمل المسؤولية لأنه يدين العنف تعكس فهماً خاطئاً لكيفية نمو الإرهاب داخل الدولة، مبيناً أن تحول الأفراد من أنصار سلبيين لقضية ما إلى قتلة «دفاعاً» عن هذه القضية يحدث حين يتم تضخيم شكواهم السياسية ونزع صفة الإنسانية عن أعدائهم، ومن هنا فإن ترامب حين يصف المهاجرين بأنهم «غزاة»، فإنه يحفز أفراداً لهم شكاوى على التحرك.
أما الحجة الثانية التي يبرزها الكاتب فهي أن ترامب لا يتحمل المسؤولية عن حادث إطلاق النار، لأنه يدين أيديولوجية تفوق البيض، وهو ما يرى الكاتب أنه يتعارض مع الحقائق، مشيراً إلى أن من أبرز المشاريع السياسية لترامب تقليل نفوذ غير البيض.
وختم مقاله، أنه بالرغم من أن ترامب لا يدعو أنصاره علانية لاستخدام العنف بما يتوافق مع أجندته، فإن خطابه حافل بأفكار عن استعمال القوة ونزع صفة الإنسانية عن الأفراد.