قال لي: وما هي..؟ قالها صديقي بتواضع.. فقلت مع ابتسامة بالكاد ظهرت على وجهي الأربعيني... أعجوبة العالم الثامنة... هي (المواطن).. الذي صبر 8 سنوات في الأزمة وهو لا يزال شامخاً أكثر من (هرم الجيزة الأكبر) رغم الأعباء الكثيرة التي تثقل كاهله اقتصادياً ومعيشياً وووو.. وبقي معلقاً بالأمل بالرغم من الهبوط الحاد في ضغط راتبه ودخوله غرفة الإنعاش، والتي نرجو أن تكون مؤقتة، وهو بذلك أكثر علواً من حدائق بابل المعلقة في صبره... وهو يراقب تحليق خصمه (الأخضر) في سماء الأسعار وأجواء حياته وعقول (بعض التجار).
والمواطن أشد صلابة من (تمثال زيوس) الناجي من بطش والده الذي كان قد ابتلع إخوته الأربعة.. فالأسعار رغم سيلها الجارف لم تستطع ابتلاعه.
و(المواطن) طويل البال.. فباله أطول من (سور الصين العظيم) ولا داعي لشرح ذلك.. ولن أبالغ إذا قلت إن (المواطن) صمد أكثر من أول منارة بنيت في العالم (منارة الاسكندرية)، فالزلازل حطمتها ولم تستطع زلازل العالم السياسية والاقتصادية قبل الأزمة وبعدها تحطيم إرادته التي تتفوق على صلابة (البتراء) المنحوتة في الصخر... هل نكمل الأعاجيب السبعة القديمة والحديثة... أعتقد يكفي ذلك...