حلفائها وفي مقدمتهم دول الاتحاد الأوروبي التي شاركت بوضع بنود الاتفاق النووي مع طهران.
في خلفية الاتهامات الأميركية لإيران ترقد جملة من الأسباب التي تجعل الخوف والهلع الأميركي منطقياً نوعاً ما، كما تجعل معه الكذب والزيف والخداع الذي تمارسه الإدارات الأميركية المتعاقبة أكثر منطقيةً في ضوء الدوافع والطموحات الأميركية الاستعمارية للسيطرة على دول العالم بشكل عام.
يتقدم كابوس الرعب من إيران كدولة مناوئة ورافضة للمشاريع الاستعمارية والاحتلالية الأميركية والصهيونية على أهم الأولويات في الاستراتيجية الأميركية، وما يضاعف الرعب من هذا الكابوس هو مقاومة طهران للمشروع الصهيوني ودعمها لكل حركات المقاومة العربية ودفاعها عن القضية الفلسطينية كإحدى أولويات سياساتها الخارجية، من هنا يمكننا على الفور فهم خلفية الاتهامات الأميركية المتكررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بامتلاكها أو سعيها لامتلاك السلاح النووي رغم تأكيد الأخيرة على أن امتلاك السلاح النووي لا يدخل ضمن مبادئها وعقيدتها واستراتيجيتها القومية ورغم عدم وجود أي أدلة تثبت هذا السعي ولو بمستوياته ودرجاته المحدودة.
إذا يعتبر الدور الإيراني حجر عثرة في طريق المشروع الصهيو أميركي لاعتبارات عدة أهمها وقوفه كداعم ومناصر لحركات المقاومة ولكل الدول الرافضة للمشروع الصهيو-أميركي، وراء الاتهامات الأميركية لطهران، وهذا ينقلنا إلى السبب الأهم وراء الحضور الدائم لإيران على أجندة الدول المستهدفة أميركياً، وهو الكيان الصهيوني الذي يشكل القاعدة الأولى التي تستند إليها واشنطن لحياكة التهم والمؤامرات والمخططات ليس ضد إيران فحسب بل ضد كل دول وشعوب المنطقة، ولعل هذا الأمر يفتح نافذة على سرعة التجاوب الأميركي مع إسرائيل عندما ادعت العام الماضي بأنها قامت بسرقة أرشيف إيران النووي، حيث قال البيت الأبيض في ذلك الوقت إن المعلومات التي أعلنها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن برنامج إيران النووي تقدم تفاصيل مقنعة تتعلق بجهود إيران لتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وبين الدور الإيراني المؤثر والفاعل على الساحة الإقليمية والدولية، والطموحات والأهداف الأميركية التي كما أسلفنا، تبدأ من السيطرة على دول وشعوب المنطقة لنهب خيراتها وثرواتها، ولا تنتهي عند ضمان أمن إسرائيل التي تشكل القاعدة الأميركية المتقدمة في المنطقة، بين هذا وتلك تتوالد وتتكاثر وتتعاظم التهديدات الأميركية لإيران، من أجل إخضاعها أو على الأقل ترويضها كما الكثير من دول وأنظمة المنطقة، وهذا لن يكون إلا بالإصرار على اختلاق وإحياء الأكاذيب والخدع حولها من أجل تحشيد العالم ضدها، ولعل استحضار أكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق كفيلة بشرح كل الحيثيات والدلالات والأبعاد لهذه الهستيريا الأميركية في تزييف الحقائق والوقائع الواضحة والثابتة على الأرض.
كل الاتهامات الأميركية لإيران بامتلاكها أو سعيها لامتلاك السلاح النووي ليس لها أي دليل من الصحة وهذا بإجماع العالم وفي مقدمتهم الدول الأوروبية، وكل ما تسوقه الولايات المتحدة يستند إلى أدلة وتقارير زائفة غير مقنعة وغير مثبتة وغير معلنة أصلاً، ومن بينها التقرير الزائف الذي قدمته وكالة المخابرات الأميركية المركزية( (CIA) إلى الكونغرس الأميركي في آب عام 2000 بخصوص إيران، حيث جاء في التقرير أن الأخيرة تعد بين أكثر الدول سعياً لامتلاك أسلحة الدمار الشامل وخصوصاً لجهة التوصّل إلى صنع القنبلة النووية، واستعرض التقرير الزائف الجهود الإيرانية لاستيراد التكنولوجيا اللازمة من مصادر متعددة من أجل صنع أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، إضافة إلى الوسائل اللازمة لنقلها إلى أهدافها المحتملة.