وحضر مراسم إحياء هذه الذكرى رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي في حديقة السلام التذكارية في هيروشيما، حيث صلى الأهالي بصمت وأضاؤوا الشموع ووضعوا أكاليل الزهور في الحديقة تكريما لذكرى الذين قضوا في 6 آب 1945 بقنبلة واشنطن الذرية.
وطالب رئيس بلدية هيروشيما حكومة اليابان تزامنا مع إحياء الذكرى بحثّ العالم على تبني معاهدة دولية تاريخية تحظر الأسلحة النووية.
واستغل رئيس البلدية كازومي ماتسوي المناسبة لدفع إدارة آبي للتوقيع على اتفاقية حظر الأسلحة النووية التي وافقت عليها أكثر من 120 دولة ورفضتها الولايات المتحدة ودول نووية أخرى، وقال: أدعو حكومتنا إلى إظهار سلمية الدستور الياباني في اتخاذ الخطوة التالية نحو عالم خال من الأسلحة النووية.
كما دعا رئيس بلدية هيروشيما قادة العالم إلى مدينته لمشاهدة النصب التذكاري للضحايا وسط توقعات زيارة البابا فرنسيس هيروشيما في وقت لاحق من هذا العام.
من جهته وعد آبي بأن تكون بلاده جسرا بين الدول النووية وغير النووية، لتخليص العالم من هذا السلاح، مضيفا أنه بمساعدة من الجانبين سأشجعهم بروية على الدخول في حوار حظر النووي وعازم على قيادة الجهود الدولية لتحقيق ذلك.
وفي السادس من آب عام 1945 ومع نهاية الحرب العالمية الثانية سجلت الولايات المتحدة في تاريخها الأسود المليء بالقتل والحروب والتدخلات العسكرية أكبر جريمة تشهدها البشرية عندما أمرت حكومة الرئيس الأميريي آنذاك هاري ترومان بإلقاء القنبلة النووية التي أطلق عليها اسم «الولد الصغير» وتزن أكثر من 5ر4 أطنان فوق هيروشيما عند الساعة الثامنة والربع صباحا لدى توجه السكان إلى أعمالهم حيث تحولت من مدينة تضج بحركة الناس إلى مدينة أشباح يشتعل فيها اللهب.
وقد وصل ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار إلى ألف متر فوق سطح المدينة وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار سقطت أمطار سوداء شحمية في أماكن متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة لكن آثار القنبلة وأضرارها لم تقتصر على توقيت القائها بل امتدت إلى سنين طويلة على مدى أجيال بسبب استمرار التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الإشعاعي، فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب الإشعاعات التي تؤكد دراسات أن تأثيرها ما زال مستمرا حتى اليوم من خلال الإصابة بأمراض السرطان المختلفة والمواليد بعيوب خلقية.
جريمة واشنطن النكراء لم تنحصر بإلقاء قنبلة نووية واحدة على هيروشيما فبعد أن رفضت الحكومة اليابانية آنذاك بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابة للإنذار الذي وجهه لها ترومان بالاستسلام أعطى الأخير أوامره بإلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي وذلك بعد يومين من القنبلة الأولى ما أدى إلى مقتل نحو 80 ألف ياباني واستسلام طوكيو في نهاية المطاف.
وقد تعددت الأضرار التدميرية لقنبلتي هيروشيما وناغازاكي وتنوعت بحسب الخبراء حيث أدى الانفجار الناجم عن القائهما إلى دمار شامل للمنازل واندلاع نيران كبيرة نتيجة انبعاث أضواء مبهرة مع موجات حرارية تفوق درجتها 4 آلاف درجة سيلسيوس أسفرت عن إذابة الزجاج والرمال وحرق البشر وجثثهم وخلفت الكارثة عاصفة نارية أكلت كل ما في طريقها إلى جانب أضرار بيئية تمنع نمو النباتات والأشجار إلى الآن.
إحدى الجامعات اليابانية أجرت دراسة حول آثار الإشعاع الناجم عن القنبلتين فتبين للباحثين أنه بين كل 4 مواليد من أبناء الجيل الأول لضحايا الكارثة يصاب واحد منهم بعيوب خلقية ولا يستطيع أحد في الوقت الحالي أن يقرر إلى أي حد من الأجيال سيستمر توارث هذه الآثار.
الانفجارات المشبعة بالمواد الانشطارية المشعة أدت أيضا إلى إرسال كرات نارية قتلت الكثير من الأبرياء وأصابت آخرين بأمراض خطيرة وحادة حيث ارتفعت أعداد الإصابات بالأمراض الخبيثة كما أحدث ذلك تغييراً في الصفات الوراثية للشعب الياباني.
وفيما يستذكر اليابانيون ضحايا القنبلتين تتجاهل واشنطن في كل المناسبات حجم جريمتها وكأن الأمر لم يكن وهذا ما أكده منفذو الجريمة قبل رحيلهم عن الدنيا لتضاف هذه المأساة الإنسانية إلى جرائم واشنطن المستمرة حول العالم سواء عبر الغزو العسكري المباشر كما حدث في فيتنام وأفغانستان والعراق وغيرها أو عبر وكلائها مثل التنظيمات الإرهابية التي تدعمها في المنطقة أو من خلال تواطئها مع أنظمة قمعية مثل النظام السعودي الذي يشن عدواناً غاشماٍ على اليمن أو عبر محاولات تدبير انقلابات سياسية تطيح بحكومات شرعية ترفض الخضوع لإملاءاتها كما في فنزويلا.