وترسانته العدوانية المميتة، الأمر الذي تمت ترجمته على الأرض فعلياً، فلم تمض أيام معدودة على انسحاب الأميركي من معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى مع روسيا حتى بدأ الإعلان عن خططه العسكرية لتطوير ونشر صواريخه متوسطة وقصيرة المدى في آسيا، وقد حذرت بكين من مخاطر هذا التصرف الأميركي، وقالت إنها لن تقف مكتوفة اليدين وستضطر لاتخاذ إجراءات مضادة وطالبت كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا بتوخي الحذر.
حيث أكد مسؤول في الخارجية الصينية أمس أن بلاده ستتخذ إجراءات مضادة إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ متوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال المدير العام لإدارة الحد من الأسلحة التابعة للوزارة فو كونغ خلال مؤتمر صحفي في بكين: أريد أن أوضح بشكل لا لبس فيه، أن الصين لن تقف مكتوفة اليدين، سنضطر لاتخاذ إجراءات مضادة في حال نشرت الولايات المتحدة صواريخها الأرضية متوسطة المدى في هذه المنطقة من العالم.
كما أعرب المسؤول الصيني عن قلق بكين العميق إزاء ما أعلنته واشنطن من خطط لإنتاج واختبار صواريخ أرضية متوسطة المدى، وكذلك تصريحات أدلى بها بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية حول نية الولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وانتقد فو كونغ انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى مع روسيا، وقال: عندما ينسحبون من المعاهدة ويعلنون نية إجراء اختبارات قبل نهاية الشهر الحالي بالتوازي مع الحديث عن نشر هذه الصواريخ، يترك ذلك انطباعا بأن الولايات المتحدة أعدت العدة جيدا للخروج من المعاهدة.
كما حذرت الصين أمس أيضا كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا من مخاطر نشر صواريخ أميركية على أراضيها.
وقال فو كونغ خلال المؤتمر: ندعو الدول المجاورة إلى توخي الحذر وعدم السماح بنشر الصواريخ الأميركية على أراضيها، لأن هذا لن يصب في مصلحة أمنها القومي.
وأضاف: هذه إشارة بالغة الأهمية أريد إرسالها لشعبي اليابان وكوريا الجنوبية، وهذا ينطبق أيضا على دول أخرى، كأستراليا.
وكان وزير الحرب الأميركي الجديد مارك إسبر قد أعلن السبت أن الولايات المتحدة تريد نشر صواريخ جديدة متوسطة المدى في آسيا في أسرع وقت، وأضاف أنه على الصين ألا تفاجأ بالخطط الأميركية، لأن ثمانين في المئة من ترسانتها مؤلفة من أسلحة تشملها معاهدة الأسلحة المتوسطة، وبالتالي ليس مفاجئا أن نبدي رغبتنا في التمتع بقدرات مماثلة.
يذكر أن أستراليا أعلنت أمس أنها لن تنشر صواريخ أميركية متوسطة المدى على أراضيها.
وفي موسكو اعتبر أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن دعوة واشنطن لإبرام معاهدة جديدة متعددة الأطراف للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى تشمل الصين دون سواها بعيدة عن الواقع.
ونقل موقع روسيا اليوم عن باتروشيف قوله في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية أمس: فيما يتعلق بمعاهدة للصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى قال الأميركيون إنهم يحبذون لو كانت تحمل طابعاً متعدد الأطراف وذكروا الصين كواحد من أطرافها.. لكننا نعرف موقف الصين التي ترفض الانضمام إلى هذه العملية ولذا فإن التعويل على التوصل إلى اتفاق متعدد الأطراف بهذا الصدد غير واقعي.
وتساءل باتروشيف: لماذا الصين حصراً ما دامت المعاهدة تعددية.. ولماذا لا يحسب حساب بريطانيا وفرنسا، مشيراً إلى أن روسيا سبق وأن طرحت هذه القضية لكن واشنطن ليست مستعدة بعد لإدخال بريطانيا وفرنسا في المعادلة.
وشدد المسؤول الروسي على أن الولايات المتحدة عبر توجهها للانسحاب من المعاهدات الخاصة بضبط الأسلحة تسعى لتحقيق تفوق واضح وهو ما لا يجوز السماح به، مؤكداً أن روسيا ستتبنى رداً مناسباً إذا بدأت الولايات المتحدة نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى وذلك بغض النظر عن العدد والمكان وفي حال لمست موسكو تهديداً لأمنها القومي.