تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وإسرائيل خارج االرقابة؟

قاعدة الحدث
الثلاثاء 24-11-2009م
دينا الحمد

لاشك أن آلية التعاطي الدولي مع قضية الأسلحة النووية في العالم تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأمن العالمي، فالتستر على حيازة بعض البلدان للأسلحة النووية وحمايتها مثل «الكيان الإسرائيلي» وعدم السماح للمنظمات الدولية بمحاسبتها

يجعلها تهدد باستخدام مثل هذه الأسلحة والمضي قدماً في تطويرها وإجراء التجارب المستمرة عليها وتخزين مئات الرؤوس النووية في مستودعاتها.‏

فالولايات المتحدة الأميركية لا تزال تتستر على ترسانة إسرائيل النووية وتمنع الحديث عنها رغم أن التقارير تؤكد حيازة هذه الأخيرة على أكثر من 300 رأس نووي وبعض التقارير تشير إلى وصول الرقم إلى 400 رأس نووي ما يجعل الكيان الإسرائيلي يتمادى في تهديداته ويرفض الالتزام بمعاهدة الحظر النووي ويطور برامجه النووية، في حين نرى الولايات المتحدة تغزو العراق وتدمر مؤسساته وتشرد شعبه بحجة وجود أسلحة دمار شامل ثبت بطلانها وزيفها وتهدد كذلك إيران وتتوعدها بذريعة أن برنامجها النووي عسكري، ولذلك يبقى السؤال الأهم هو: إلى متى سيستمر التعاطي الدولي بهذه الرؤية العمياء؟!‏

لقد جاء اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في الأول من تشرين الأول عام 2008 ليشكل مناسبة مهمة أمام دول المنطقة للتعبير عن رأيها في مسألة السلاح النووي الإسرائيلي ومخاطره على العالم وخصوصاً أن الدول العربية قدمت آنذاك إلى الوكالة مشروع قرار يدعو كل دول الشرق الأوسط إلى عدم تطوير قنابل ذرية وعدم الوقوف في وجه منطقة خالية من الأسلحة النووية.‏

وكان مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وضع آنذاك برنامجاً للتحقق النووي في الشرق الأوسط حيث كان من المفترض أن تتضمن أعمال التفتيش تفتيش المواقع النووية الإسرائيلية ولكن مع الأسف الشديد، وبسبب سطوة الولايات المتحدة على الوكالة وعلى بقية المنظمات الدولية ظلت إسرائيل خارج المراقبة وخارج التفتيش وخارج المحاسبة ولم تكن هناك إرادة دولية للضغط على إسرائيل لفتح منشآتها أمام مفتشي الوكالة كخطوة أولى باتجاه تفكيك برنامجها النووي الذي يشكل خطراً كبيراً على المنطقة والعالم برمته.‏

وقد شكل عدم توقيع إسرائيل على البروتوكول المعلن للحظر النووي عقبة كبيرة أمام عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يستدعي التحرك الدولي الفاعل والفوري لإجبار إسرائيل على التوقيع على المعاهدة حتى لا تبقى خارج المساءلة القانونية.‏

والمفارقة الأخرى في هذا الإطار هو قيام الولايات المتحدة والدول المؤيدة لها بالضغط على دول عديدة مثل إيران وكوريا الديمقراطية لفتح منشآتها أمام المفتشين الدوليين في الوقت الذي تقيم فيه الدنيا ولا تقعدها عندما يتحدث أحدهم عن السلاح النووي الإسرائيلي رغم اعتراف إسرائيل نفسها بامتلاك هذا السلاح الخطير، ورغم أن الخبير الإسرائيلي في مفاعل ديمونة «مردخاي فعنونو قد كشف للصحافة على معلومات خطيرة موثقة بالصورة والمعلومة عن السلاح النووي الإسرائيلي.‏

ومن المعروف أن إسرائيل بدأت منذ قيامها عام 1948 بالتحول إلى كيان نووي وفي عام 1980 صرح رئيس لجنة الطاقة الذرية الفرنسية (فرانسيس بيرين) قائلاً: إسرائيل تنتج قنبلتين نوويتين على الأقل سنوياً معترفاً بأن فرنسا ساعدت إسرائيل في إنتاج السلاح النووي.‏

إن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي وتهديدها لأمن المنطقة والعالم وعدم توقيعها على معاهدة الحظر النووي يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي من أجل الكشف عن ترسانتها وإخضاعها للرقابة الدولية وتفكيكها وإلا فإن المنطقة ستظل على كف عفريت وسيظل السلام بعيداً عن أجوائها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية