وقال كراع: جمع الوطواط وطاويط ووطاوط، فأما وطاويط فهو القياس، وأما الوطاوط فهو جمع موطوط، ولا يكون جمع وطواط لأن الألف إذا كانت رابعة في الواحد ثبتت الياء في الجمع إلا أن يضطر شاعر كما بينا.
وقال ابن الأعرابي: جمع الوطواط الوطط. والوطط: ضعاف العقول والأبدان من الرجال، الواحد وطواط
وقال النضر:الوطواط الرجل الضعيف العقل والرأي، والوطواط: الخفاش، وأهل الشام يسمونه السروع، وهي البحرية، ويقال لها الخشاف، والوطواط: الخطاف.
والاسم معروف في الجاهلية ومنه قول ذي الرمة في هجاء امرأ القيس:
إني إذا ما عجز الوطواط وكثر الهياط والمياط
والتف عند العرك الخلاط لا يتشكى مني السقاط
إن امرأ القيس هم الأنباط زرق إذا لاقيتهم سناط
ليس لهم في نسب رباط ولا إلى حبل الهدى صراط
والوطوطة في اللغة أيضا: مقاربة الكلام، ورجل وطواط إذا كان كلامه كذلك، وقيل: الوطواط الصياح، والأنثى وطواطة بالهاء.
وقال اللحياني: يقال للرجل الصياح وطواط، وزعموا أنه الذي يقارب كلامه كأن صوته صوت الخطاطيف، ويقال للمرأة وطواطة. ويقال للرجل الضعيف الجبان الوطواط، قال: وسمي بذلك تشبها بالطائر.
ومع هذا التسخيف للاسم غلب على بعض العلماء لقب الوطواط، ومنهم جمال الدين الوطواط المتوفي في عام 1317 ميلادية وكان عالما بالجغرافيا، وله كتاب (مناهج الفكر ومباهج العبر) بحث في جغرافية مصر، ويعتبر كتابه إحدى الموسوعات في العلوم الطبيعية والجغرافية.
وهو جمال الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى الأنصاري المصري الوراق الكتبي، ومن مؤلفاته أيضا غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائص الفاضحة.
وممن لقب بالوطواط رشيد الدين، والملقب بالوطواط، مولده بمدينة بلخ، ووفاته في خوارزم سنة ثلاث وسبعين وخمسمئة للهجرة النبوية، وهو أديب وشاعر، وقد كان من نوادر الزمان وعجائبه،، وأفضل أهل زمانه في النظم والنثر، وأعلم الناس بدقائق كلام العرب، وأسرار النحو والأدب، طار في الآفاق صيته، وسار في الأقاليم ذكره، وكان ينشئ في حالةٍ واحدةٍ بيتاً بالعربية من بحرٍ، وبيتاً بالفارسية من بحر آخر، ويُمليهما معاً.
وألّف رشيد الدين الوطواط العديد من التصانيف، ومنها: حدائق السحر في دقائق الشعر باللغة الفارسية، وعارض به كتاب ترجمان البلاغة، وللوطواط أيضاً ديوان رسائل عربي، وديوان رسائل فارسي، وذكر ياقوت الحموي له في معجم الأدباء:تحفة الصديق من كلام أبي بكر الصديق، وفصل الخطاب من كلام عمر بن الخطاب، وأنس اللهفان من كلام عثمان بن عفان، ومطلوب كل طالب من كلام علي بن أبي طالب.
ومن مؤلفات الوطواط الذي ذكرها حاجي خليفة: أبكار الأفكار في الرسائل والأشعار: مختصر على أربعة أقسام، أورد في الأول تسع رسائل، وفي الثاني تسع قصائد، وكذا في الثالث والرابع، لكن الأخيرين بالفارسية، وكلام حاجي خليفة دليل على وجود مخطوطات تلك المؤلفات في تركيا
ومن مؤلفات الوطواط:حدائق السحر في دقائق الشعر: وهو أول كتاب في علوم البلاغة.