تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من ظرفاء دمشق (59).. الهـــاوي نهـــاد قلعـــي

ساخرة
الخميس 20-12-2012
نصر الدين البحرة

في تلك الفترة من ثلاثينيات القرن الماضي- وحتى أربعينياته مابعد- لم تكن في دمشق ملامح حركة مسرحية يمكن القول إنها تلفت النظر، أضف إلى ذلك أن محطة الإذاعة لم تكن موجودة

فمن أين جاءت بزرة هواية التمثيل وحطت رحالها في نفس الطفل أو الفتى نهاد قلعي؟‏

في الحوار الذي نشرته مجلة (هنا دمشق) مع الفنان نهاد قلعي يشير إلى تعلقه بفن التمثيل منذ نعومة أظفاره حتى إنه كان يتردد على مسرح سينما راديو لمشاهدة الفصول المسرحية التي كان يقدمها الفنان الكبير عبد اللطيف فتحي.‏

وكان مقر هذا المسرح عند مدخل سوق الحميدية وقد تغير اسمه إلى سينما النصر ثم سينما سورية وأزيل نهائياً مع غيره من الاشغالات لإبراز قلعة دمشق التاريخية سنة 1983.‏

و«أكل قتلة قوية»‏

يقول نهاد (في صغري كنت أحب التمثيل وكنت من المعجبين بعبد اللطيف فتحي حتى إنني (أكلت قتلة قوية) ذات مرة لأني كنت أحضر إحدى حفلاته على مسرح سينما راديو).‏

مع عبد الوهاب أبو السعود‏

وأتيح لنهاد أن ينمي هذه الهواية بعد نواله الشهادة الابتدائية وانتسابه إلى مدرسة التجهيز المعروفة حالياً باسم جودت الهاشمي فقد كان في عداد أساتذتها معلم الرسم عبد الوهاب أبو السعود الذي كان علماً في التصوير الزيتي وفي التأليف والتمثيل والإخراج.‏

من مؤلفات أبو السعود‏

وقد سبق لي أن أشرت إلى بعض مؤلفاته المسرحية من ذوات الفصل الواحد: «أرقم في جهنم» و«عنترة وفتى العصر» و«فندق أبو شالوح» إضافة إلى مسرحيته الكبيرة ذات الفصول الثلاثة «وامعتصماه» ولدى أبي السعود هذا تتلمذ نهاد.‏

كان نهاد من المبرزين‏

وفي ذلك يقول: كنت محظوظاً لوجود أستاذنا في الرسم المرحوم عبد الوهاب أبو السعود الذي كان يحضر المسرحيات ويدرب الطلاب عليها ويقدمونها أمام ذويهم في نهاية العام الدراسي وكنت فيها من المبرزين.‏

في مسرحية «مجنون ليلى»‏

على أن فرصة نهاد قلعي في الظهور أمام الجمهور كانت مكلفة فقد أعطاه وصفي المالح وكان من رواد فن التمثيل دوراً صغيراً في مسرحية «مجنون ليلى».‏

ولاشك أنها هي مسرحية أمير الشعراء أحمد شوقي المعروفة. وقد قدمت وقتها- أقدر في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين- على مسرح سينما الهبرا في القصاع التي مازال بناؤها قائماً حتى الآن، وفي الخمسينيات كان فيها مقر استوديو «نزيه شهبندر» حيث صور فيلم «نور وظلام».‏

من المهاجرين إلى القصاع‏

كان نهاد ينحدر من منزل الأسرة في حي المهاجرين ليقطع مسافة طويلة راجلاً حتى يبلغ (الهبرا) ثم يعود بعد منتصف الليل على قدميه أيضاً بعد أن يقول على المسرح بضع كلمات: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).‏

معارضة لسفره إلى مصر‏

وإذ يكبر نهاد قلعي ويجتاز شهادة الدراسة الثانوية القسم الأول تكبر معه تلك الهواية الصعبة في ذلك الزمن الصعب ذاك أنه بات يطمح إلى الالتحاق بمعهد التمثيل في القاهرة وقد قرر السفر إلى هناك مهما يكن الثمن ومهما تنهض من مصاعب في وجهه.‏

ويبدو أن هذا الأمر بحث في نطاق الأسرة وكانت هناك معارضة لسفر نهاد وإنما يستدل على ذلك من الحوار الذي دار بين والدة نهاد وشقيقها الممثل توفيق العطري.‏

شهادة توفيق العطري‏

في كتاب الأستاذ أكرم حسن العلبي (ظرفاء من دمشق) يورد العبارة التي قالها الأستاذ العطري لأخته: «ياأختي بيعي اللي فوقك واللي تحتك وكل ما تملكين ودعيه يذهب إلى معهد التمثيل، فهو أفضل مني بالفن، أنا صاحب التجربة الواسعة في الوسط الفني».‏

وهكذا كان باعت الأسرة كل ما تستطيع بيعه حتى أمّنت ما يكفي ابنها في معهد التمثيل بالقاهرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية