تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السلاح النووي ..استخداماته ومخاطره

دراسات
الخميس 20-12-2012
هيثم عدرة

الواقع الدولي وتعقيداته يفرض جملة معطيات تتعالى الأصوات بشأنه حول السلاح النووي وإيجاد طرق فاعلة لضبطه وعدم انتشاره بشكل واسع وعشوائي للمحافظة على الأمن والسلم الدولي ,

فالبعض يرى أن تضخيم الأمر في بعض الأحيان يكون لأسباب سياسية كما يجري حول الملف الإيراني وتصوير الأمر بأنه مخيف ومرعب وبالتأكيد الهدف معلوم ومعروف وهو ابتزاز الولايات المتحدة لدول المنطقة وتحديدا الخليج , وهذا يتطلب بين الفترة والأخرى رفع وتيرة التهديد ضد إيران ومن جهة أخرى البقاء على ملف المفاوضات معها مفتوحا,فلذلك نرى أن الموضوع النووي يخضع لعملية ابتزاز من قبل الولايات المتحدة , وهذا بنظر بعض المراقبين يقوض ماتتشدق به الولايات المتحدة حول إيجاد ضوابط للحد من الانتشار النووي , والواضح أن الانتشار النووي يخضع لاستراتيجيات الولايات المتحدة ومن هي الدول المسموح لها بامتلاك هذه الإمكانية ومنعها عن الأخرى لأسباب سياسية .‏

من هذه الزاوية يتم طرح أسئلة كثيرة حول الانتشار النووي , وهل يمكن أن نشهد أعضاء جدد ينضمون إلى النادي النووي , والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل ازدياد الدول التي تمتلك هذا السلاح علنا او سرا يؤثر على الأمن العالمي , أم أن هذه الحالة قد تشكل حالة من الردع أو التوازن للحيلولة دون وقوع نزاعات إقليمية جديدة الآن أو مستقبلا .‏

الجولة الحالية بين إيران ومفتشي الوكالة البعض يتفاءل بها والآخر يراها سلسلة طويلة تهدف كما تحدثنا في البداية لحالة ابتزاز دائمة للمحافظة على مصالح الغرب والولايات المتحدة على المدى القريب أو البعيد .‏

لابد من القول إن الضغوط على إيران تزداد وتيرتها وهذا الأمر تؤكد عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها من خلال تأكيدهم الدائم على زيادة الضغوط وتصاعد العقوبات في حال امتنعت إيران على متابعة المفاوضات بشأن ملفها .‏

الجانب الإيراني دائما وعبر قنواته الرسمية يقلل من حجم التهديدات الأمريكية بعقوبات جديدة , والبعض يرى انه مجرد الحديث عن العقوبات من قبل الجانب الأمريكي يعني أنهم لايريدون حلا سلميا , والمطلوب بشكل أو بآخر زيادة الضغط على إيران للتنازل في ملفات أخرى في المنطقة وغيرها , ومن هنا يرى بعض المحللين أن الملف الإيراني مفتوح على احتمالات كثيرة ومتشعبة , والأمر المستغرب يتم دائما الحديث عن السلاح النووي الإيراني وإسرائيل كأنها غير موجودة أو كأنها لاتمتلك القدرات النووية , وتم الحديث دائما أن إسرائيل تمتلك أسلحة الدمار الشامل , وهذا كاف لوحده أن يشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة بأسرها وكذلك الأمن الدولي ورغم ذلك لايحرك احد ساكنا تجاه هذه القضية , وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة هي تحدد من يمتلك أو لايمتلك , بمعنى آخر استراتيجياتها المعلنة أو غير المعلنة هي التي تحدد ذلك أي وفق معاييرها .‏

إن استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية يتسع من عام لآخر , وهذا يجعل الدول التي تسعى في هذا الإطار يزداد لأسباب كثيرة ومنها توليد الطاقة الكهربائية وغيرها .‏

يفيد البعض من الخبراء أن هذه المفاعلات إن كانت المتوسطة منها أو الصغيرة ستكون مطلوبة مستقبلا في المناطق النائية والوعرة , إضافة إلى تحلية المياه , وهذا الأمر مهم بالنسبة للعديد من بلدان آسيا وأفريقيا التي لديها منافذ على البحر ولكنها تعاني من شح المياه العذبة , وبعض الخبراء يتحدثون عن الآفاق الواسعة لاستخدام الذرة للأغراض السلمية بوصفها بديلا جيدا وأكثر نقاوة من الناحية الأيكولوجية عن النفط والغاز والفحم , البعض الآخر يرى انه لايوجد مفاعلات ذرية مأمونة بالكامل , وكل مفاعل منها يمكن أن يشكل خطرا دائما بحد ذاته .‏

بكل الظروف الحديث عن هذه التكنولوجيا الذرية والتي لها استخدامات كثيرة تعود بالفائدة على البشرية وبنفس الوقت هي مصدر خطر دائم يهدد الأمن والسلم الدولي إذا ماستخدمت لدمار البشرية , ومن هنا يتم التأكيد دائما على إيجاد ضوابط لهذه الحالة ولكن أن تطبق على الجميع وبنفس الدرجة ,أما الابتزاز لهذه الحالة كما يجري مع إيران من قبل الولايات المتحدة والمعسكر الغربي أصبح أمرا غير مقبول دوليا , وخصوصا أن إيران أعلنت مرارا وتكرارا أن برنامجها هو للأغراض السلمية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية