هذه هي باختصار جبهة النصرة او ما يسمى جبهة النصرة لأهل الشام والتي سُخرت لها المخابرات الامريكية ومولت خليجيا من اجل هدف واحد
وهو تدمير سورية واستمرار الفوضى فيها اطول وقت ممكن وإراقة الدماء فيها بأكبر كمية مستطاعة خاصة ان الولايات المتحدة الاميركية تدرك تماما ان سورية بجيشها قادرة على القضاء على الارهاب وان المعركة القائمة ستحسم لصالح الجيش العربي السوري.
لم تنشأ جبهة النصرة في سورية خلال زمن قصير بل تم الإعداد لها والتحضير لوجودها بدءا من ما يسمى البيئة الشعبية الحاضنة، هذه البيئة التي تولى تحضيرها المال الخليجي وفكره الوهابي سواء من خلال شراء نفوس وعقول بعض السوريين الذين ذهبوا الى السعودية للعمل هناك او من خلال بعض السعوديين والجنسيات العربية التي أتت الى سورية واشترت أملاكا وذمما ونشرت الفكر الوهابي فيها اضافة الى ما يطلق عليهم الغرب الاوتوبوريون، وهؤلاء هم الرهائن عقد الاستخبارات الدولية والذين تم تعيينهم في مناصب وهمية امثال ائتلاف الدوحة وغيرها حيث مهمة هؤلاء هو التغطية على جبهة النصرة واعطاء طابع سياسي لما يجري في سورية بعيدا عن ما تقوم به «جبهة النصرة» وما يسمى الجيش الحر من عمليات تخريب وقتل وترويع بل إن هذا الغطاء السياسي يشرعن حق القتال وحمل السلاح ضد المدنيين والدولة.
تتألف جبهة النصرة من مجموعة من التنظيمات والاطراف التابعة لتنظيم القاعدة بعضها مرتبط بالمخابرات السعودية واخر يرتبط بالمخابرات الامريكية والاردنية وهي بالتالي حصيلة لاتحاد الاطراف السابقة ويختارهم التنظيم الدولي التابع للظواهري والذي يسعى للسيطرة على التنظيم الجديد في سورية ولكن لم ينجح في ذلك بعد لأن اقوى الاطراف هو «ابو محمد الجولاني» المرتبط مباشرة بالاستخبارات الاميركية والذي يرافقه كظله عميل اميركي كبير ومخضرم يدعى ابو غادية.
فالقاعدة التي ترتبط بالظواهري تعرف توازنات القوة بين الاطراف التي تشكل جبهة النصرة والجهاد وتحاول عن قرب السيطرة على التنظيم ولكن المال والنفوذ السعودي والذي يديره مباشرة بندر بن سلطان مستعينا بصور الاقمار الصناعية الاميركية يجعل هدف سيطرة الظواهري على التنظيم وضمه لجناح القاعدة مباشرة أمرا عصيا بعض الشيء.
في جبهة النصرة كادر قيادي ضخم يتكون من نحو 900 فرد من الخبراء في حرب العصابات وفي اعمال التخريب ممن شاركوا في معارك ضد العراقيين وضد الصحوات في العراق وقد اصبحوا الآن قادة الكتائب التي تنتمي الى جبهة النصرة او الى الالوية التي تدور في فلكها وتسمى بأسماء اخرى لا لسبب الا للتعبئة والتهرب من استجرار مخاوف السوريين منهم.
اما ممولو جبهة النصرة فهم المال القطري والسعودي اذ تفتح للاخوان المسلمين الخزائن القطرية ومعسكرات التدريب التركية في حين يأخذ التكفيريون في جبهة النصرة مال المؤسسات الاهلية القطرية والسعودية التي تناصر الفكر الوهابي ثم ان السعودية تهتم في نفس الوقت بمن هم يدعون إنهم مستقلون عن الفئتين الرئيسيتين الاخوان والقاعدة ولكن رغم كل خلافاتهم واختلافاتهم المزعومة فان كل اولية السلفيين التي تزعم انها تقاتل خارج راية ابو محمد الجولاني انما تتلقى اموالها وسلاحها من نفس المنابع وتخضع جميعها للامر العسكري الصادر من غرف العمليات التي يقودها ضباط اميركيون يساعدهم ضباط اوروبيون واسرائيليون واتراك وعرب.
ولا فرق من الناحية الايديولوجية بين جبهة النصرة او احرار الشام او غرباء الشام حتى لواء الاسلام في دمشق ولواء التوحيد في حلب وكلاهما تابع للاخوان المسلمين ولكنهما يضمان كتائب عديدة يخفي أبو محمد الجولاني علاقته بها لاسباب تخصه وتخص استراتيجيته المجرمة التي في وجدان كل سوري صور عنها وعن مثيلاتها لا يمحوها الخيال ولا الزمن والتي تعود بها الى مجازر افتعلها المئات من الوهابيين في دمشق في القرن التاسع عشر بحق المسلمين والمسيحيين بالتزامن مع غزو الوهابيين وجيشهم «الاخوان» لأسوار دمشق عام 1804 فالمئات فقط جعلوا مياه بردى حمراء والسبب ان هناك من احتفل في بعض المساجد بذكرى المولد النبوي ولم ينته الامر الا بالقضاء على الوهابيين وطردهم شر طردة مهزومين.
كما نشهد اليوم هزيمة جبهة النصرة وشقيقاتها فحملات تنظيف سورية منهم ونتائج ما سمي معركة دمشق الاخيرة برهنت صوتا وصورة على ان اميركا ليست قادرة ومشيئتها ليست قرارا وان عقلا سوريا مقاتلا وفاعلا تمكن من صنع المعجزات والتفوق على مئات العقول العسكرية وعلى طاقات تكنولوجية تواجه الجيش العربي مع مرتزقة اميركا واطماعها.