، لدرجة باتت فيها عودة الأمن فقط هي الحلم الذي يراودهم تأكيدا لرفضهم القتل والخراب الذي دب في البلاد.
ولاحظ المجتمع الدولي الأعمال الإجرامية التي تقوم بها «جبهة النصرة» التي تبنت التفجيرات التي حصلت في دمشق على مدار أيام والتي أدت إلى استشهاد العديد من عناصر الجيش ومسؤولين مدنيين وعسكريين ومواطنين أبرياء، فضلاً عن انطلاقها في عمليات الخطف وغيرها من الأعمال الإجرامية التي تسفك دم الشعب السوري.
ومن بين جرائمها المرتكبة وتناقلتها الأنباء، ما حدث برأس العين والتي مثلت أبشع الجرائم بحق العناصر بعد أن أعطوهم عهدا بالأمان على أرواحهم، قاموا وبكل وحشية بقتلهم رميا بالرصاص لتكون جريمة حرب بكل المعايير الدولية والإنسانية، كما أن دور العبادة والمدارس والأطفال والمدنيين لم تسلم من فظائعهم المفتعلة، وتسويقها على أن الجيش هو من قام بأفعالهم تلك التي يندى لها الجبين.
مدارس الطموح النموذجية الخاصة للتعليم الأساسي الحلقة الأولى في منطقة الكورنيش بداريا كانت أيضاً هدفاً لإرهابييها –المرتزقة الأجانب من دول عربية وغربية- وجزءاً من أهدافهم في ضرب العملية التعليمية في سورية، حيث اقتحم الإرهابيون المدرسة واعتدوا على المبنى بوحشية لا يمكن وصفها، لكن إرهابهم لم ولن يحجب شمس العلم الذي يعد الطريق الوحيد للإجهاز على الإرهاب وداعميه.
كما أن «التنظيم» تبنى رسمياً المسؤولية عن تفجيرات حلب الإرهابية، وبعد أكثر من شهرين على تاريخ تنفيذها العمليتين الإرهابيتين، أعلن تنظيم «القاعدة» الذي يحمل اسم « جبهة النصرة لأهل الشام»، مسؤوليته عن العمليتين الإرهابيتين اللتين نفذتا في حلب في شباط الماضي واستهدفتا مقر فرع المخابرات العسكرية وكتيبة حفظ النظام في « ثكنة هنانو».
وقال التنظيم في شريط وزعته « مؤسسة المنارة البيضاء»، التي توزع أشرطة التنظيم حصريا، إن العمليتين جاءتا « ثأرا لأهل حمص»، وكان ملاحظاً أن التنظيم وزع نسختين من الشريط، إحداهما تضمنت تقديما بصوت المدعو « الفاتح أبو محمد الجولاني» زعيم التنظيم، وأظهرت السيارتين اللتين استخدمتا في التفجيرين ومحتوياتهما من المتفجرات، فضلاً عن الانتحاريين اللذين نفذا العملية.
أما النسخة الثانية، فتضمنت حوالي خمس دقائق من المشاهد المأخوذة من الدمار في عدد من المدن السورية، فضلا عن صور للضحايا الذين سقطوا فيها خلال الأشهر الماضية.
«الجبهة» ومنذ تشكيلها، تبنت العديد من الهجمات والتفجيرات التي استهدفت العديد من المراكز الأمنية والعسكرية والمدنية، لا سيما في مدينتي حلب ودمشق، وتنتشر على مواقع الإنترنت العديد من البيانات وشرائط الفيديو التي توضح ماهية العمليات التي تقوم بها الجبهة التي بدأت تتحول مع الوقت إلى حالة خطيرة جدا، وهي اليوم من أكثر المجموعات قوة على أرض الواقع، وسط تأكيدات قادة المجموعات الإرهابية المسلحة أن وجودها الآن على الساحة السورية كبير، وأنها الأشرس في القتال، والأقوى من حيث التنظيم والتسليح، وعلى الرغم من اعتراف معظم قوى «المعارضة» السورية بأن “جبهة النصرة” لديها إيديولوجية متطرفة إلى حد بعيد، إلا أنها تتمسك بها كجزء مما يسمى «الثورة» ومن غير الممكن عدم الاعتراف به، لأنها موجودة في كل المدن، لكن التواجد الأقوى في دمشق وحلب، حسب زعمهم.
يقول متابعون إن ما نشاهده الآن في سورية هي المرحلة الثانية بعد انتحار «الربيع» العبري على أسوار دمشق وذلك بإطلاق مجموعات مشتتة من الإرهابيين والقتلة من أجل خلق ثقافة الموت والإرهاب والتفجيرات القاعدية الأصولية بنسف المباني والأبنية في المدن والقرى بالانتحاريين والسيارات المفخخة لتحقيق المشروع البديل، بعد فشل التدخل العسكري من الخارج تزامناً مع وجود المراقبين الدوليين وذلك لإثارة الرعب في صفوف الشعب واستهداف الجيش السوري للرد عليهم، وهي خطة باتت معلومة ومفهومة لدى المحللين والمراقبين للشأن السياسي فيها، لاسيما بعد هذه التفجيرات الانتحارية والتصعيد الإرهابي لإحراج الدولة السورية ولاستنزاف قدراتها وإدانة الجيش السوري أمام الرأي العام في حال أي ردة فعل تجاهها وذلك ليتم تشجيع التمرد والفوضى.
لابد أن يكون للشعب السوري العظيم والدولة السورية وقفه وجولة وهو ما أكده مراقبون متخصصون أن العمل جارٍ على قدم وساق في سورية لكسر هذه الأذرع المأجورة وقتل هذا التمرد الإرهابي المسلح بصب الماء الحار على أوكارهم وقطع شرايين السلاح والمسلحين المأجورين في هذه الكتائب الإرهابية وتجفيف منابعها على الحدود السورية شمالاً وجنوباً.