وان قادته الأساسيين هم عراقيون وأجانب, وقد تم تأسيسه بدعم لوجستي تركي وتمويل خليجي, فكان على رأس الممولين النظام السعودي والقطري, وكانت عملياتهم الإرهابية والإجرامية تأخذ طابعاً طائفياً وسلفياً وهابياً متطرفاً.
وهذا ما اتفق عليه خبراء, حيث قالوا إن مقاتلي «جبهة
النصرة» هم عبارة عن مجموعة من المقاتلين المجهزين بأفضل المعدات العسكرية التي يمتلكها المتمردون, وذلك بسبب الدعم المالي واللوجستي الواسع الذي يحصلون عليه من مصادر خليجية وبالأخص من السعودية وقطر والكويت. كما ان تلك الدول الخليجية هي حليفة للولايات المتحدة الأميركية في الحملة على سورية, وتشكل الداعم الأساسي في مجموعة الدول التي تسمى « أصدقاء سوريا» التي اجتمعت مؤخراً في المغرب, وأعلنوا اعترافهم بتحالف الإرهابيين كسلطة شرعية.
وفي مقابلة لسيمور هيرش المتلفزة حول خطة بندر – تشيني عام 2008. نقل هيرش عن مصادره قولاً لبندر مفاده: «ليس المهم أن يفجر الإرهابيون أنفــسهم،لا أرى ذلــك مهمــاً، الأهـــم بمن يفجرون أنفسهم.
وحسب خبراء, فإن اللعبة نفسها لعبها بندر والأميركيون في سورية، استخدمت أميركا العلمانيين والمرتزقة من اليساريين وناشطي المجتمع الأهلي الذي سوقوا لسلمية الثورة والانتفاضة ومن خلال هؤلاء أصبحت بعض المناطق حواضن للإرهاب المسلح, لا بل المدجج بالسلاح. كما ان المخازن والبيوت والمساجد فتحت لاستضافة المقاتلين من ليبيا بشكل رئيسي ومن العراق على وجه الخصوص. ثم تدفق السعوديون والأتراك والأفغان حتى لم تبقَ أمة في الأرض لم ترسل بتكفيرييها للقتال في سورية وكل ذلك جرى برعاية أميركية وبتمويل خليجي.
مراقبون دوليون رأوا ان المال الذي يضخ للتنظيم ليس كل شيء، ولكنه أساس, حيث يصل للجبهة من شخصيات ومنظمات أهلية خليجية بالدرجة الأولى, والأهم من مصادر رسمية عربية وأميركية، ومن يشكك فليسأل الامريكيون عما فعلته الناشطة الأميركية ومندوبة «السي أيه ايه» كاترين التللي في رنكوس؟ ولمن من قيادات «جبهة النصرة» سلمت الأموال والإحداثيات والمعلومات التقنية والأجهزة المتطورة للتواصل مع غرف عمليات تؤمن صوراً فضائية وفورية لتحركات الجيش العربي السوري الآنية، لحظة بلحظة، في دمشق وريفها؟. أما التسليح فهو ليس بمشكلة أيضاً، وكلا الأمرين يتوفر للتنظيم عن طريق عملاء أميركيين من العرب. بالإضافة إلى أن المقاتلين التكفيريين هم من أعطوا لتسعمئة كادر من كوادر «جبهة النصرة» قوتهم وبطشهم وسرعة نمو قوتهم.
كما شككوا بجدية القرار الأميركي باعتبار جبهة النصرة منظمة إرهابية وقال أحدهم ساخراً: إن هذا القرار الأميركي يعني أن تعاقب الحكومة الأميركية أي أميركي يتعاون مع هذه الجبهة ما يشكل أمرا مستبعدا تماما, لان الجهة الوحيدة التي يمكن أن توجه الاتهام لها بهذا التعاون هي وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي اي ايه», مؤكداً أن المخابرات الأميركية هي التي أنشأت ساحة لجبهة النصرة في جنوب تركيا بتمويل قطري وسعودي. وشدد على أن التدخلات الأميركية في العراق وليبيا والآن في سورية تزيد وبشكل دراماتيكي من قوة وتأثير القاعدة والقوى المتشددة الأخرى ولاسيما بعد أن تم استخدامها كأدوات رئيسية للإطاحة بالأنظمة.
وعلى مر السنين.. لا زالت الولايات المتحدة تسعى وراء «الشرق الأوسط الكبير», ووفقا لخبراء عسكريين, فإنه إذا أرادت هذه الدولة شن حرب أو إضعاف دولة ما, فستفعل مايلي: تجنيد مرتزقة من مختلف الجنسيات, ثم إرسالهم إلى البلد المستهدف, فيقوم التنظيم بالقتل والتخريب والتدمير, ثم تضعه بقائمة الإرهاب, وأخيراً تسن أسنانها على البلد المستهدف, بحجة القضاء على الإرهاب وتخليص الشعوب منهم, واهمة العالم بأنها رمز الديموقراطية والحرية....