|
في البدء كان الكلمة آراء تعرف الكلمة بأنها أداة المعنى وبهذا كانت اللغة من أهم الظواهر الطبيعية التي شغلت فكر الإنسان، فحاول فهم دلالتها وإشاراتها ورموزها التي تدل على مسميات معينة ليكتشفها العالم ويبحر بها عبره، فتشكلت مفاهيم ونظريات وايديولوجيات.. وإلخ.. هناك ايديولوجية جديدة باتت دارجة اليوم وهي ايديولوجية النأي بالنفس.. وبالعودة إلى تعريفها: نأى عنه، أي بعد عنه فهو ناء ويقال للرجل إذا تكبر وأعرض نأى بجانبه. فهل هذه الايديولوجية الجديدة تتوافق والفكر العروبي والصالح العام.. أفيدوني؟ انتهى الزمن الجميل، سقطت مقولة القدوة وبات ضياع القيم رمزاً لهذا العصر وأصبحت أرثي لحال من كانوا عنواناً للاحترام وما زلت أحتفظ في ذكرياتي برحلة قمنا بها إلى لبنان في المرحلة الابتدائية حيث كان الدليل السياحي يشرح بصورة تفصيلية تاريخ كل، معقل تحدث مطولاً عن بحيرة زغرتا، لا أدري من أنشأها ولكن ما علق بذهني أن هذا الرئيس أنشأ هذه البحيرة ليخدم بلدته كونها تعاني من نقص في المياه وجر إليها المياه من البلدات المجاورة ووضع فيها الأسماك الكثيرة وما زالت هذه البحيرة شاهدة على وفاء ابنها. أتساءل هل سياسة النأي بالنفس خدمت أصحابها؟ وهل الميكيافيلية الأميركية خدمت أبناءها أم إضافة إلى ألقابها الكثيرة لقبت امبراطورية الإرهاب ومغذيته؟ وبعيداً عن السياسة كيف مات الإنسان داخلنا وهل نجحت الظروف في قتل مشاعرنا؟ وبهذا فنحن نشارك في قتل الآخر في داخلنا وشرخ ذواتنا وبالتالي إفراغ الحياة من جماليتها حيث الرغبة في مد جسور المحبة والتواصل لتحقيق الشراكة الإنسانية وهي مركز الاستقطاب الروحي في حركة الأشياء من حولنا ومنطق صيرورتها. أخاف من مقولة لنيتشه: «إياك وأنت تحارب الوحوش أن تصبح وحشاً مثلهم». hunada@ housri.com الملخص:
|