النجدة
آراء الخميس 20-12-2012 الشيخ حسن حيدر الحكيم بالأمـس وأنـا أتابع نـشـرات الأخبـار متنقلاً كالـسندباد من قناةٍ إلى قناة، وبصراحـة القـول كان التوتر والقلق سببي تنقلي السندبادي بين هذه القنوات، المهم في الأمر أنـني وأنا أتابع البحث استوقفتني
وقاحة قناتي الجزيرة والعربية وقد خرج علينا الناطق باسم حركات السلفية في مصر بوجهه الغاضب وسحنته المخيفة منتصباً كفزاعة الطيور(خيال المقاتي) التي ينصبها الفلاح في حقله وهو يهدد ويتوعد بأنه إن لم تتراجع الحركات الوطنية المصرية عن مواقفها ضد فرعون مصر الجديد الديكتاتور العميل فإن هذه الحركات السلفية الإسلامية ستصدر فتواها بالجهاد ضدهم أي إن كل مصري لا يتوافق فكرياً وعقائدياً مع هؤلاء السلفيين الوهابيين سيكون عرضة للقتل طبعاً وتحت عنوان الجهاد، وبلحظة واحدة تحول قلقي وتوتري إلى ذعر رسم بصمته غصةً في الحلق وهماً في القلب ونزلت دموعي شوقاً لرسول الله (ص) الذي أرسله الله رحمة للعالمين بل رحت أتضرع مستنجداً:(فالنجدة يا رسول الله فقد ادعى عتاة المنافقين والمجرمين القتلة أنهم على دينك وأنهم سائرون على نهجك زوراً وبهتاناً، النجدة يا رسول الله فهؤلاء المدعون للسلفية والإسلامية قوم مجرمون يفتون بأن يقتل المسلم المصري شقيقه المسلم أو المسيحي المصري والتهمة أنه يمارس دوره الوطني وكذلك يفتي تجار الدم بجهاد المسلم السوري ليقتل شقيقه المسلم والمسيحي السوري بتهمة الاختلاف معه بالرأي ولممارسته دوره الوطني الذي أراده لنفسه فقتلوا الكاتب والصحفي وأصحاب الشهادات والكفاءات وخطفوا الاطفال وبنات الجامعات حتى سائقي التكسي وعمال النظافة كل ذلك باسمك وتحت رايتك يا رسول الله، النجـدة يا رسـول الله فهـؤلاء المجرمون أصحاب اللحى والذقون تموّلهن تلك العائلات التي سرقت النفط العربي وهدرت أمواله لخدمة الصهاينة والاستعمار وهم يفتون اليوم بإسمك يا رسول الله وبإسم دينك ورسالتك ليقتل التونسي أخاه التونسي وان يقتل الجزائري أخاه الجزائري وأن يقتل الليبي أخاه الليبي وأن يقتل المصري أخاه المصري وأن يقتل اليمني أخاه اليمني وأن يقتل العراقي أخاه العراقي وأن يقتل السوري أخاه السوري وأن يقتل اللبناني أخاه اللبناني كل ذلك بإسمك يا رسول الله ولم يفتوا للحظة واحدة بأن تتوجه جموع المجاهدين المتحمسين للقتال ضد الصهاينة المجرمين الذين دنسوا مهد المسيح (ع) ومسراك ومعراجك يوم الإسراء وقبلتك الأولى يا رسول الله، النجدة يا رسول الله فهناك من يكبّر ويصرخ بالشهادتين ولكنّه مسلّحٌ بصاروخ (اللّاو) الإسرائيلي يضرب به مؤسسات ومرافق الوطن ويقتل به خبرات وطاقات الوطن بل يهاجم ويسعى لقتل من صنّع وجهّز الصاروخ الذي انطلق من غزّة إلى تل أبيب، النجدة يا رسول الله ممن استباحوا قتل الأخ والشقيق والصديق واعتبروه جهاداً وحرّموا بنفس الوقت قتال الصهاينة المغتصبين ووصموا قتال الصهاينة بالمغامرات المجنونة والتصرفات المتهوّرة، النجدة يا رسول الله ممن يتآمرون على الأسود الذين رفضوا أن يتهاونوا أو يتخاذلوا ويتباهون في المؤتمرات دون خجل أنّهم نعاج! ليسوا أكثر من نعاج!! النجدة يا رسول الله ممن أنفقوا المليارات على مؤامراتٍ شيطانيّة ليقتل العربي العربي والمسلم المسلم والأخ أخاه ورفضوا أن يدفعوا قرشاً واحداً للمقاومة ومع ذلك نصبوا أنفسهم يا رسول الله أوصياء على دينك ورسالتك).
وما إن فرغت من تضرّعي حتى هطل مطرٌ غزير، مطرٌ لعلّه يغسل الوطن العربي من دنس هؤلاء القتلة المجرمين الذين افتروا على دين الله ودين رسول الله (ص) لقوله تعالى: «ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً وكذّب بآياته إنه لايفلح المجرمون». نعم هطل المطر وبدأ يغسل ساحات وطننا العربي من دنس هؤلاء القتلة مطرٌ سلسلٌ بدأً يهطل من ساحة التحرير بمصر وسيمر بدمشق وبغداد وبيروت و.... ولن يتوقف طهره حتى يغسل أرض الكعبة والمدينة المنوّرة والقدس الشريف وبيت لحم.. نجدةٌ من الله وطهر رسول الله (ص) وروح القرآن العربي...
|