فأهلنا الصامدون المتمسكون بهويتهم العربية أسقطوا القرار الجائر لحظة صدوره رغم سياسة القمع والتنكيل والاعتقالات, وأفشلوا كل خطط الاحتلال الرامية لتغيير معالم الجولان التاريخية والجغرافية والحضارية.
وجاء اعتماد الأمم المتحدة لقرار يجدد مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال للقرارات المتعلقة بالجولان, واعتبارها أن قرار الضم لاغياً وباطلاً, ليؤكد أن الحقوق لا تسقط بالتقادم مهما تمادت «إسرائيل» بممارساتها التوسعية,لأن الاحتلال زائل لا محالة, ورهانات حكام العدو وتصريحاتهم المتكررة بأن الكبار من أهل الجولان سيموتون والصغار سينسون, ما هي إلا مجرد أوهام وأضغاث أحلام, فالكبار وإن رحلوا جسداً لكنهم ورثوا حبّ الوطن والأرض لأبنائهم الذين حملوا الأمانة بأعناقهم, ولم تستطع آلة الجبروت الصهيونية إجبارهم على التخلي عن هويتهم الأصلية والقبول «بالهوية والجنسية الإسرائيلية» وما زالوا يسطّرون أروع الصفحات المشرقة في تصديهم لإجراءات الاحتلال العنصرية.
حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحاول استغلال ما يحصل في سورية, والأحداث الجارية في المنطقة وتواطؤ المجتمع الدولي مع سياساتها العدوانية, إضافة إلى الدعم الأميركي المطلق للمضي قدما في سياستها التوسعية, فتتخذ العديد من الإجراءات العنصرية لتغيير الوضع الديموغرافي في الجولان المحتل, واستنزاف موارده الطبيعية, الأمر الذي يعكس حقد وإجرام الكيان الصهيوني, ويؤكد خروج ذاك الكيان على القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية, ولكن ذلك لن يفت من عضد أهلنا في الجولان الذين يؤكدون كل يوم إصرارهم على التمسك بهويتهم الوطنية وانتمائهم إلى وطنهم الأم سورية.
«إسرائيل» الغارقة حتى النخاع في المؤامرة على سورية تتوهّم بأن أحلامها التوسعية في الجولان ستتحقق, وأن تحويلها لبعض الحكام العرب لا سيما في مشيخات النفط والغاز في الخليج إلى مجرد دمى تحركهم كيفما تشاء سيحول مشروعها الصهيوني إلى حقيقة على أرض الواقع, وتتجاهل حقيقة أن الجولان المحتل هو في قلب سورية التي لن تدّخر جهداً, ولن يهدأ لها بال حتى يعود كاملاً إلى حضن وطنه الأم طال الزمن أم قصر .
nssrmnthr602@gmail.com