بعدوان واسع النطاق شنه الاحتلال الاسرائيلي على القطاع انتهى بفرض هدنة طويلة على المقاومة الفلسطينية بعد أن وجدت نفسها مكشوفة وحاصرتها مبادرات شيوخ الخليج وضغوطهم المالية ومزادات الإسلام السياسي في مصر التى روجت لرغبة «اسرائيل» بالسلام دون ان تقدم شيئا للشعب الفلسطيني.
مصادر مقربة من اجواء التحضيرات للزيارة الكارثة قالت: إن الزيارة لمناطق السلطة الفلسطينية لم تكن لتحدث دون موافقة اسرائيل التى اعلنت أمس عبر صحيفة هارتس موضحة ان «اسرائيل» اشترطت ألا يضم الوفد أى شخصيات فلسطينية لها علاقة بالمقاومة لان هؤلاء غير مرغوب بهم من قبل اسرائيل وهنا لم تذكر المصادر ان شيخ قطر احتج على ذلك ودافع عن حق الفلسطينيين بزيارة ارضهم لأنه على الاغلب لا يعرف هذه الشخصيات اصلا.
وبحسب اوساط مقربة من دوائر صنع القرار الاسرائيلى فان اسرائيل ترى ان زيارة حمد لرام الله تصب في مصلحتها على المستوى الاستراتيجي اذ انه يحاول تحقيق التوازن بين الضفة والقطاع وهذا يعني بالنسبة لإسرائيل أنه يزور كيانين منفصلين وأن هذه الزيارة لرام الله تؤكد الانفصال بينهما كما تقول الدوائر الاسرائيلية.
ولأن القضية برمتها مجرد بازار سياسى وإعلامى فمن حق كل جهة ان تطلب البضاعة التى تريدها اذ كشفت مصادر فلسطينية ان السلطة في رام الله التى فتحت الباب امام حمد ليتاجر باسم الشعب الفلسطيني حرصت على ألا يكون ذلك دون مقابل فاوعزت لنقابة المعلمين الفلسطينية لإعلان اضراب ليومين بدأ أمس واليوم لعدم تلقي الرواتب عن الشهر المنصرم لعل وعسى تحصل على تبرعات من الشيخ القطري الذى يغرق بالنفط والمال بينما يغرق الفلسطينيون بالفقر والقمع والجوع.
وكانت صحيفة هآرتس قد كشفت أن «اسرائيل» قررت السماح لحمد بزيارة الضفة الغربية ومنحته تأشيرة دخول مشيرة إلى أنه من المقرر أن يزور الضفة رسمياً نهاية هذا الشهر.
وقالت الصحيفة ان اللواء ايتان دنغوت منسق العمليات الاسرائيلية بالضفة الغربية وافق على منح أمير قطر تأشيرة دخول موضحة أن السلطة الفلسطينية كانت طلبت من «اسرائيل» مطلع هذا الاسبوع منح أمير قطر تأشيرة دخول فما كان من «اسرائيل» إلا أن سارعت بإعطاء الضوء الاخضر لهذه الزيارة.
ولفتت الصحيفة الى أنه من المتوقع قدوم أمير قطر للضفة الغربية عن طريق الاردن ومن خلال التنسيق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.