ليؤكد مجددا ان كيان الاحتلال الاسرائيلي لم يكن منذ البداية بعيدا عن الاحداث بل ان مصلحته وبصماته في السعي لتدمير مؤسسات الدولة أو اضعافها بالحد الادني كانت جلية.
وفي مقال بعنوان خمس لمصلحتنا استعرض الكاتب الاسرائيلي احتمالات تطور الاحداث في سورية من خمسة اوجه ليصل إلى محصلة تفيد بانه بعد ان وصلت الامور إلى ما هي عليه ستكون اسرائيل مستفيدة على كل الاحوال.
وقال هابر بنظرة إلى ما يجري في سورية يمكن ان نقول انه قد تنتظرنا مزايا في كل واحد من الاحوال المحتملة ففي حال حسمت الامور لصالح المتمردين فستفرح اسرائيل بكسر ما سماه الكاتب المحور الراديكالي متمثلا بسورية وايران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين مشيرا إلى ان التحريض والانقسام المذهبي والطائفي سيمنع قيام هذا المحور مرة أخرى.
وعلق الكاتب بسخرية على ما يجري في المنطقة العربية لجهة تجنيد الدين وزج المجتمعات في صراعات داخلية تضيع فيها صورة العدو الحقيقي بالقول لو ان ارئيل شارون استيقظ من رقاده العميق فمن شبه المؤكد انه كان سيقول في استخفاف وتهكم ان العرب يقتل بعضهم بعضا مرة أخرى ولا احد يتهم اسرائيل هذه المرة ويلخص هذا الكلام جوهر الصراع في المنطقة فاسرائيل بالفعل تقف وراء مقتل أي مواطن عربي بالمعني السياسي والعسكري ولكنها أمس فرحة لان هناك من ينفذ ارادتها ويخفي وجهها ودورها.
وفي الاحتمال الثاني يرى الكاتب الاسرائيلي انه في حال نجت سورية في تجاوز هذه المرحلة وتمكنت القيادة السورية من حسم الامور فستربح اسرائيل ضعف سورية بسلطتها وجيشها لانها عند ذلك ستكون منشغلة بتضميد جراحها وحل مشاكلها الداخلية ولن يكون هناك من لديه الوقت لتناول شؤون اسرائيل وفلسطين ايضا وهاتان نقطتان لمصلحتنا حسب قول الكاتب الاسرائيلي.
وافترض الكاتب ان يبقي الوضع على ما هو عليه أمس من تواصل للعنف والمعارك التي لا تنتهي معلقا بالقول في هذه الحالة يستمر حشد التأييد ويسفك الطرفان دم بعضهما ولن يكون بمقدور احد النظر إلى اسرائيل وهذا فعلا في مصلحتنا.
اما التصور الذي بدا معبرا عن اماني الكاتب الاسرائيلي اكثر من غيره فيتمثل بانهيار الدولة السورية وتفككها إلى دويلات لان اسرائيل حسب الصحيفة ستكون الرابح الاكبر هنا اذ بامكانها ان تلغي حدود عام 1967 التي يعترف بها المجتمع الدولي لاقامة الدولة الفلسطينية فالصحيفة رأت ان تقسيم سورية سينهي زمن سايكس بيكو ويدخل المنطقة في مرحلة جديدة من التقسيم ويمكن لاسرائيل النظر إلى حدود جديدة.
وفي الاحتمال الاخير اعتبر الكاتب الاسرائيلي ان تغيير هوية النظام السياسي في دمشق مع بقاء الدولة بعد حرب طويلة استنزفت امكانات سورية وزجت بعناصر متطرفة من القاعدة وتوابعها فيها ستجعل أي حاكم جديد لدمشق منشغلا بالخوف من التكفيريين ومحاولة تحييدهم من جهة ومن جهة أخرى سيغرق بالقضايا الاقتصادية ولن يستطيع فعل شيء ضد اسرائيل بل انه سيتوجه إلى اوروبا لمساعدته اقتصاديا وهناك ستلاقيه اسرائيل لتعرض عليه ما تشاء وتاخذ ماشاء.
وبالعودة إلى البيان الاول لمجلس اسطنبول بخصوص السياسة الخارجية السورية وكيف حدد يومها برنامجه السياسي بقطع العلاقة مع ايران وحزب الله وحركة المقاومة الفلسطينية والاستعداد لبدء المفاوضات مع العدو الاسرائيلي واسقاطه عوامل القوة في السياسة الخارجية السورية من خلال التلويح باعادة النظر بالعلاقة مع روسيا والصين يتضح ان البرنامج الاسرائيلي كان اساسا متينا في برنامج المعارضة الخارجية وهذا ليس غريبا اذ ان عرابي هذه المعارضة نشؤوا في اوروبا وهناك لاقتهم اسرائيل فعرضت عليهم ما تريد واخذت منهم ما تريد كما سبق ان قال الكاتب الاسرائيلي.