لكنه يحس أكثر باحتياجه إلى قدوة من مرشد ومرب، ويسعى إلى رفع مستوى شخصيته العلمية والفكرية. وإلى الحصول على نموذج لنفسه يقتدي به.
من هنا، لابد لبرامج الشباب من الاهتمام بكيفية الاستفادة الصحيحة من هذه الخاصية والعقلية والعاطفية في آن معا.
ونرى الدول المتقدمة تلحظ هذا الأمر فتعيّن الشباب في المسؤوليات الادارية والإرشادية والتعليمية والإجرائية، وتستعين بالطاقات النشطة والمتحركة في ترويج الأفكار والقيم الجديدة في المجتمع، وهي في هذا تعترف بالدور البنّاء للشباب في النظام الاجتماعي وضرورة بناء الذات في هذه المرحلة، وبنفس الوقت تستفيد من خصائص الشاب في هذه المرحلة، التي لاتقف عند الحيوية والنشاط فقط، بل لنزاهته أيضا«حيث يكون منطقيا» ودوافع الفساد فيه ضعيفة، حيث كلما كبر الإنسان استحكمت في قلبه نوازع الفساد، إلى أن يصبح اقتلاعها من القلب مستحيلاً.
لذلك لابد من اهتمام نظام التربية بالشباب وتربيتهم، معتمدة على الاستفادة الكاملة والصحيحة من الركائز والأسس الروحية المساعدة وصفاء النفس وحيوية الشباب. وبالمقابل على الشباب اغتنام الفرصة والاستفادة في هذه المرحلة الحساسة من العمر لأنّها تمضي بسرعة ولا تعود مجدداً.