بالأمس كانت هذه الهجمات الظلامية في سورية والعراق وبالأمس القريب أيضاً ضربت تونس والكويت وفرنسا وها هي اليوم تهدد إسبانيا بموجات تسونامي إرهابي لا يبقي ولا يذر شيئاً.
وحول هذا الموضوع كشفت صحيفة البايس الإسبانية عن مقتل 25 إرهابياً أغلبهم من المغاربة المقيمين في إسبانيا خلال قتالهم إلى جانب تنظيم (داعش) الإرهابي في سورية والعراق أو في عمليات انتحارية إرهابية.
ونقلت الصحيفة عن تقارير أمنية خاصة لقوات أمن الدولة الإسبانية تمكنت من الحصول عليها قولها: إن 25 جهادياً إسبانياً 6 منهم إسبان والباقي من المغاربة المقيمين في إسبانيا قتلوا إما في عمليات انتحارية أو من خلال انخراطهم بصفوف تنظيم (داعش) في سورية والعراق ومشاركتهم في القتال وقتل وسفك دماء مئات الأبرياء المدنيين في هذين البلدين.
وأشارت التقارير الأمنية إلى توجه 114 إرهابياً من إسبانيا إلى سورية من أجل الالتحاق بتنظيم (داعش) الإرهابي وأغلبيتهم العظمى من المغاربة وعودة 25آخرين ووضع 15 إرهابياً في السجن وإطلاق سراح البقية أغلبيتهم من النساء والأطفال مع الإبقاء على وضعهم تحت المراقبة الأمنية.
ولفتت التقارير للمرة الأولى منذ اعتداءات 11 آذار الإرهابية عام 2004 في مدريد التي حملت بصمات تنظيم القاعدة الإرهابي والتي راح ضحيتها أكثر من 192 قتيلاً إلى قيام قوات أمن الدولة الإسبانية بتقديم تقاريرها الاستخباراتية إلى الحكومة الإسبانية وتتضمن فيها توقعاتها بحدوث هجوم إرهابي جديد في إسبانيا لكن الحكومة لم ترفع درجة حالة ومستوى التأهب ضدّ الإرهاب إلى الدرجة القصوى 4 إلا بعد موجة التفجيرات الإرهابية التي ضربت كلاً من فرنسا وتونس والكويت يوم الجمعة الماضي رغم وجود تقارير رسمية وتنبؤات أمنية استخباراتية قديمة بهذا الشأن بالنسبة لإسبانيا.
وأوضحت التقارير الأمنية أن مدن كتالونيا وسبتة ومليلة تعدّ الأخطر بسبب فوران وهيجان الفكر المتطرف وخلاياه الموجودة بشكل غير عادي فيها لافتة إلى أن قوات الأمن المختصة تقوم برصد تحركات أكثر من 200 متطرف مشتبه به ولكن يتساءل أحد كبار ضباط الأمن الوطني الإسباني وفق التقارير أنه حتى الآن عاد فقط 25 إرهابياً من سورية والعراق إلى إسبانيا فماذا سيحدث لو عاد ما عدده 2500 إرهابي مع العلم أنه لمراقبة شخص واحد لمدة 24 ساعة يتطلب الأمر على الأقل وضع 40 عنصر أمن من أجل أداء هذه المهمة.
كما أشارت التقارير الأمنية إلى أنه رغم انخفاض عدد الإرهابيين الذين غادروا إسبانيا من أجل الانضمام والقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي مقارنة بعدد الإرهابيين من بقية الدول الأوروبية مثل فرنسا حيث ان أكثر من 1400 إرهابي فرنسي غادروا إلى سورية وعاد فقط 300 أما في بريطانيا هناك ما يقارب 500 إرهابي غادروا أيضاً إلى سورية إلا أن التهديد الإرهابي هو نفسه في جميع أنحاء الدول الأوروبية والعالم وبالتالي اضطر الأمر بالأجهزة الأمنية الإسبانية إلى مضاعفة حالة التأهب ضدّ الإرهاب في مدينة كتالونيا الساحلية لكونها أصبحت محط أنظار وهاجساً رئيساً ومن أولويات أهداف التنظيمات الإرهابية بسبب أهميتها في الساحة الدولية إضافة إلى أهميتها في الساحة العالمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر في قوات أمن الدولة الإسبانية أبدت مخاوفها وقلقها المتزايد من الرغبة الحقيقية والنية لدى بعض الخلايا المتطرفة القيام بشنّ هجمات إرهابية وأعمال إجرامية ضدّ أهداف سياحية في برشلونة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله في تقرير له: إن الخلايا المتطرفة الموجودة في برشلونة أصبحت تتحدث عن أن إسبانيا مرت عليها سنوات عدة دون حدوث أي هجمات إرهابية فيها والأمر الأخطر من ذلك والذي يثبت صحة هذه التهديدات هو قيام تنظيم داعش الإرهابي بإخضاع إرهابييه لتدريبات مكثفة وزجّهم في المعارك والقتال لمدة 6 أشهر وإكسابهم خبرات في القتال وصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة إضافة إلى إشباعهم بروح القتل وسفك الدماء ثم عودتهم إلى بلادهم الأصلية من أجل تكوين وتزعم خلايا إرهابية نائمة تكون جاهزة ومستعدة لتنفيذ أعمال إجرامية وشنّ هجمات إرهابية عندما تسنح لها الفرصة بذلك.
وأضاف المسؤول الأمني إن وجود الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة أو تنظيم داعش الإرهابي في برشلونة ليس ظاهرة جديدة حيث تمّ إلقاء القبض منذ عدة سنوات على خلية إرهابية من الجنسية الباكستانية كانت تخطط لتفجير مترو الانفاق في برشلونة إضافة إلى أنه في عام 2007 قررت الولايات المتحدة الأمريكية فتح مركز استخباراتي تجسسي في مبنى قنصليتها في برشلونة لأنها كانت تعتبر أن كتالونيا هي أكبر مركز للإرهاب في منطقة حوض البحر المتوسط علاوة على ذلك فإن الهجرة العالية والكبيرة الشرعية منها وغير الشرعية من منطقة شمال إفريقيا وكذلك من باكستان وبنغلاديش إلى برشلونة تجعل هذه المنطقة شديدة الخصوبة بالنسبة لجذب وتجنيد الإرهابيين حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 75 أينلف باكستاني في كتالونيا أغلبيتهم العظمى غير شرعيين.