يقول: «بدأ زكريا تامر حياته حداداً شرساً في معمل، وعندما انطلق من حي البحصة في دمشق، بلفافته وسعاله المعهودين ليصبح كاتباً، لم يتخلَّ عن مهنته الأصلية، بل بقي حداداً وشرساً».
ولد زكريا تامر عام 1931 في حي البحصة في دمشق، ونشر أول مجموعة قصصية له عام 1960، تحت عنوان «صهيل الجواد الأبيض»، تلك المجموعة التي رسخته كاتباً متميزاً، له أسلوبه الخاص، وتوجته رائداً بلا منازع. ما دفع سعيد حورانية حين قرأ هذه المجموعة إلى القول: «أُعجبت بها كلغة وكجوٍ غريب، وقد دهشت عندما عرفت أنه كان عاملاً، وأن هذا العامل بالذات قد أصبح يمثّل في الأدب نوعاً من المطالبة الوحيدة بالحرية الشخصية، ويعتبر أن الحرية الشخصية هي أهم ما يجب على الأديب أن يطالب به».
مع توالي إصداره لمجموعاته القصصية، لم يتوقف زكريا تامر عن المطالبة بحرية الإنسان، وبضرورة رفع الظلم عنه، مستخدماً لغة الرمز، ومحلقاً في الخيال، وراسماً صوراً قاسية عن الواقع المؤلم.
في مجموعته «الرعد» الصادرة عام 1970، تتحدث قصة «الكذب» عن تلاميذ يقطعون رأس زميلهم، ليتأكدوا من أن أستاذهم يكذب حين قال: إن أعظم ما في الإنسان يكمن في رأسه.
عندما تأسس اتحاد الكتاب العرب عام 1969، كان زكريا تامر من بين مؤسسيه، وفي موقع نائب رئيس الاتحاد لفترة. ترأس مجلة «أسامة»، ثم ترأس مجلة الموقف الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب. كما عمل في عدة أماكن، منها: وزارة الثقافة ووزارة الإعلام. ثم سافر إلى بريطانيا، ليستقر في لندن منذ عام 1981. بعدها عمل في الصحافة العربية، في مجلة الدستور، ومجلة الناقد، اللتين كانتا تصدران في لندن.
نال وسام الاستحقاق السوري، وفاز بعدد من الجوائز العربية، منها جائزة سلطان العويس 2005.
من أعماله: صهيل الجواد الأبيض، ربيع في الرماد، الرعد، دمشق الحرائق، النمور في اليوم العاشر، نداء نوح، سنضحك، أف، الحصرم، تكسير ركب.