وجني ثمار الاجتهاد والصبر والطموح ،وترفع الكثير من الأسر حالة الطوارئ الى درجاتها القصوى مع كل موسم امتحاني ,حيث نرى تغييرا كليا في نمط حياتها ,وتزداد حالات القلق والتوتر ودرجات الشد العصبي عند طلابنا مع اقتراب موعد الامتحانات .
فماهي الأسباب التي تجعل طلابنا قلقين متوترين ؟وكيف نتعامل مع مشكلة القلق الامتحاني ؟ وما هو دور الأسرة والمدرسة في علاج هذه المشكلة ؟!
للاجابة عن هذه التساؤلات كان اللقاء التالي مع الباحثة الاجتماعية عبير مصطفى التي عرفت القلق الامتحاني بانه حالة نفسية انفعالية تحدث قبل وأثناء الامتحانات, تؤثر على اتزان الطالب النفسي وقدرته على استدعاء المادة الدراسية وتذكرها ,ويصاحبها أعراض نفسية وجسدية .وتضيف الباحثة:ان القلق الذي يعتري أغلبية طلابنا أمر طبيعي , وسلوك عرضي ما دام في درجاته المقبولة ,ويعد دافعا ايجابيا, وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الانجاز المثمر .أما اذا أخذ القلق أعراضا غير طبيعية كسيطرة الاضطرابات الانفعالية والجسمية فهذه حالة تستوجب التدخل للوقاية منها وعلاجها.
مظاهره
وتتجلى مظاهر القلق الامتحاني برأي الباحثة بمجموعة من الأعراض النفسية والجسدية كارتفاع نبضات القلب , وسرعة التنفس , وبرودة الأطراف مع آلام بطنية, كما يصاب الطالب بالغثيان وفقدان الشهية ,وتسيطر عليه الأفكار السلبية كتوقع الفشل والاخفاق ,اضافة للعصبية, ونقص التركيز, وكثرة الشرود , وصعوبة النوم .
العوامل المسببة للقلق
أما أسباب القلق الامتحاني فترجعها مصطفى الى عدة عوامل أبرزها :قلة ثقة الطالب بنفسه نتيجة عدم استعداده الكافي للامتحان ,واعتقاده أن ما درسه خلال العام الدراسي قد نسيه , والأفكار والتصورات الخاطئة التي يحملها الطالب عن الامتحان ,كما أن الضغط الزائد من قبل الاهل من أجل التفوق ودراسة فرع أو اختصاص معين ومقارنته الدائمة بزميل أو قريب له من الامور التي تلعب دورا كبيرا في حدوث هذه المشكلة ,اضافة الى موقف التقييم ذاته ،حيث ان الامتحان يضع الطالب تحت الأنظار وبالتالي يثير لديه التوتر والقلق .
دور الأسرة في علاجه
وتشير الباحثة الى دور الأسرة الكبير في معالجة هذه المشكلة وذلك من خلال مجموعة من الأمور أهمها :ضرورة توفير الجو العائلي المستقر والهادئ ,والعمل على مراعاة قدرات أبنائهم, وعدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة منهم ,كما يتوجب على الأهل تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم , بدلا من اقتباس دور الشرطي الذي يراقب ويصدر الأوامر , والاستفسار عن سير دراستهم بهدوء ,وفي حال وجود مشكلة ما يجدر بالأهل العمل على تقديم المساعدة بكل محبة ,وينبغي أيضا عدم حرمانهم من الترفيه وتخصيص بعض الوقت لذلك ,ولابد من الابتعاد عن مقارنة الأبناء بزميل أو قريب لهم ,والحرص على عدم اشغالهم بواجبات منزلية ,وضرورة مراقبة نظامهم الغذائي .
والمدرسة أيضاً
وتبين مصطفى انه لا يمكننا اغفال ما للمدرسة من دور في معالجة القلق وذلك من خلال : توجيه الطلاب نحو العادات الدراسية السليمة ,وتقسيم المادة وفق برنامج زمني محدد, وزرع التفكير الايجابي في نفس الطالب ومساعدته على التخلص من الأفكار الخاطئة عن الامتحانات ,وضرب قصص وأمثلة ايجابية عمن تخطوا هذه الامتحانات بجدارة ,وافهامهم أن الامتحان هو مجرد وسيلة لقياس أداء الطالب وليس هو الغاية في حد ذاتها .
نصائح قد تفيد
وتنصح الباحثة طلابنا الأعزاء بضرورة الاستعداد الجيد وذلك من خلال الدراسة المسبقة خلال العام الدراسي ,وضرورة اعداد برنامج توزع عليه كل المواد الدراسية والوقت الملائم لدراستها ...فعلى سبيل المثال تخصيص الفترة الصباحية للمواد الحفظية وبعد الظهر للمواد العلمية ,كما ينبغي عدم اغفال وقت الاستراحة وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة , والحصول على قسط كاف من النوم من أجل راحة الدماغ واستعادة نشاطه ,وأخيرا نقول : ان القلق يقودكم للتشتت والنسيان ,ولتعلموا أن الامتحان لن يكون الا مما درستم في منهاجكم , فاجعلوا ثقتكم بأنفسكم قوية , وتسلحوا بالارادة والمثابرة لاجتياز هذه المرحلة وتحقيق النجاح المنشود.